تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إلى المهتمين بالدراسات العمانية]

ـ[أبو إياس]ــــــــ[29 - 07 - 2010, 01:07 م]ـ

تمت بتوفيق من الله وفضله مناقشة رسالة ماجستير بعنوان (الجهود النحوية عند العوتبي من خلال كتاب الإبانة) وذلك في جامعة آل البيت في الأردن.

وإليكم ملخص الدراسة:

تتناول هذه الدراسة الجهود النحوية لأبي المنذر سَلَمة بن مُسلِم العوتبي الصُّحاري من خلالِ كتابِ الإبانةِ في اللغةِ، فالكتابُ تضمنَ مسائلَ نحوية كثيرة ومتنوعة، تبينّا من خلالِها ما قدَمَه ُالعوتبي مِنْ جهودٍ نحويةٍ تميز بها.

واستقرأتْ الدراسة ُالمباحثَ النحوية في كتابِ الإبانةِ استقراءً تاما ً، حيثُ قامَ الباحثُ بتوزيع ِالمسائل ِالنحويةِ المستقرأةِ على أبوابِ النحو ِالمعروفةِ، كاشفا ً المنهجَ الذي اتبعَهُ العوتبي في تأليفهِ لكتابِ الإبانة.

وتأتي هذه الدراسة لتبرزَ دورَ العمانيين عامة والعوتبي خاصة في مجال الدرس النحوي وتبين إسهاماتِهم فيه.

والعوتبي رغمَ موسوعيتِهِ وتنوع ِاهتماماته العلمية كان متميزا عن غيره في أبحاثه اللغوية في كتاب الإبانة شكلا ًومضمونا ً، فمن جهة الشكل تميز بأنّه لم يقدمْ مادته اللُّغوية للمتلقي بشكل عادي يؤدي إلى الملل، وإنّما كان يُقدِمُها بشكلٍ جذاب معتمدا ًعلى القصص والحكايات والأخبار، ومن جهة المضمون فإنّ أبحاثَه اللُّغوية والنحوية تتوافرُ على مقومات البحث العلمي من حيثُ النقلُ والتحليل.

وما يُميز كتابَ الإبانة في اللغة أنّه أحدُ الكتبِ اللغويةِ التي تقدمُ لقارئِها الفائدة َفي مجال ِعلم ِاللغةِ والنحو والأدبِ والأخبار والبلاغة وغيرها من العلوم، فقد أشار العوتبي إلى سبب تأليفه لكتاب الإبانة إذ يقول: " وقد ألّفتُ هذا الكتابَ في أصول ِاللغةِ ... "، فقد قصد بعبارة أصول اللغة: المستويات التي يقوم عليها الدرس اللغوي، من نحو وصرف وصوت وبلاغة وغير ذلك.

وجديرٌ بالذكرِ أنّ العوتبي قد استودعَ كتابَه مادة ًمستقاة ًمن مصادرَ عديدةٍ تتراوحُ بين القرآن ِالكريم ِوالحديثِ الشريفِ وكتبِ القراءات والشعر العربي الأصيل وأقوال العربِ، وهي المصادرُ التي اعتمدَ عليها اللُّغويون العرب من قبله لخدمةِ اللغةِ العربيةِ الفصيحة، كما استفاد العوتبي من كتبِ سابقيه في إثراءِ مادتِه اللُّغوية والنحوية، وأخصُّ هنا الكتبَ النحوية دون غيرها لأنّ المسائلَ النحوية هي موضوع الدراسة، فمِنْ هذه الكتبِ: (كتاب العين) للخليل بن أحمد، و (الكتاب) لسيبويه، و (معاني القرآن) للفراء، (ومجاز القرآن) لأبي عبيدة، (الزاهر في معاني كلمات الناس) لابن الأنباري، وغيرها، مما جعلَ كتابَ الإبانةِ ينطوي على فوائدَ نحويةٍ وصرفيةٍ وإملائيةٍ وصوتيةٍ وفوائدَ في التفسير ِوالقراءات والغريب والأدب والعروض والقافية وغير ذلك، وقد احتلتْ المباحثُ النحوية ُفي الكتابِ حيزاً لا يُستهانُ به، إذ كان يُكثِرُ منْ ذكرِ الشاهدِ النحوي كلما سنحتْ له الفرصة أو دعت الضرورة لذلك.

وقامتْ الدراسة ُعلى المنهج ِالاستقرائي، حيث قامَ الباحثُ بالاستقراءِ التام في تناولهِ المسائلَ النحوية التي تضمنَها كتابُ الإبانةِ، كما قامتْ أيضا ًعلى المنهج التحليلي، والذي من خلالهِ قامَ الباحثُ بعرض الآراءِ والاختيارات النحوية للعوتبي ومناقشتِها وعرض آراءِ العلماء حولها ثم الترجيح بين هذه الآراء.

وقد قُسِّمتْ الدراسة إلى تمهيدٍ وثلاثةِ فصولٍ وخاتمة:

أمّا التمهيد: فقد تضمنَ مبحثين، الأول: تناولَ حياة العوتبي: اسمه ونسبه ومولده ووفاته وثقافته ومصنفاته وشيوخه وتلاميذه، وفي الثاني: تناول كتاب (الإبانة): عنوانه وأهميته، ومصادره، ومنهج العوتبي فيه.

وأمّا الفصل الأول: فقد تناولَ الأصولَ النحوية عند العوتبي من سماع ٍوعلةٍ، فتناولتُ في هذا الفصل السماعَ عارضا ًلمفهومه لغة ًواصطلاحا ً، ومصادرُ السماع عند العوتبي تتمثلُ بالقرآن الكريم وقراءاتِهِ، والحديث ِالشريف ِوأقوالَ الصحابةِ، وكلام ِالعربِ من شعر ٍونثر ٍ، حيثُ قدّمْتُ دراسة ًمفصلة ًلكلِّ مصدر ٍمن تلكَ المصادر ِمبينا ًمدى حُجيتها عندَ العلماءِ عامة وعندَ العوتبي خاصة، وذلك من خلال ِطرح ِالأمثلةِ والشواهدِ على كلِّ أصل ٍمن تلك الأصول، من خلال كتاب الإبانة.

وتناولتُ في التعليل النحوي ما عرضَهُ العوتبي من أنواع ٍللعلل النحوية في كتابِه الإبانة، مع التمثيل لكلِّ نوع ٍمن هذه العلل.

وأمّا الفصل الثاني: فتناولتُ فيه المسائلَ النحوية َالتي أورَدَها العوتبي في كتابه الإبانة، ورتبْتُها حَسْبَ أبواب ِالنحو المعروفةِ، فبدأتُ بالأسماء وقسّمْتها إلى (مبنيات ومعربات، ثم مرفوعات ومنصوبات ومجرورات وتوابع)، ثم انتقلت إلى الأفعال، فعرضتُ لمسائلَ متفرقةٍ عرضَها العوتبي عن الأفعال في الإبانة. وبعدها انتقلتُ إلى ذكر المفردات وقد جاء العوتبي بكثير منها عارضا ًلها أحيانا ًومبديا ً رأيَه فيها أحيانا أخرى، حيثُ قمْتُ بعرض ِما ذكرَهُ العوتبي، وإذا كان له رأيٌ في مسألة أعرضُ رأيَه ورأي العلماء الآخرين ثم أرجحُ بين هذه الآراء. ثم أفردت مبحثا ًخاصا ًلبعض الإعرابات المتفرقة عارضا ًرأيَ العوتبي وآراءَ العلماء الآخرين فيها، ثم خصصْتُ مبحثا ًللمسائل اللغوية التي ذكرها في كتابه، وناقشت فيها رأيه ورأي العلماء مرجحا ًلرأي من الآراء في نهاية كلّ مسألة.

وأمّا الفصل الثالث: فقد قمتُ بتقويم عمل العوتبي في كتابه الإبانة وفي المسائل النحوية التي عرضَها أو كان له رأيٌ فيها، وقد جاء على قسمين، الأول: تناولتُ فيه (دقة النقل) عند العوتبي من حيث عزوه لمن نقل عنهم وعدم عزوه، وكيفية النقل (مباشر وغير مباشر). وفي القسم الثاني: تحدثتُ عن منهج العوتبي في عرض ِالمادة ِالنحوية ِفي كتابهِ الإبانة، وتحدثتُ عن اختياراته النحوية وميله للمدرسة الكوفية، كما عرضت للمصطلح النحوي عنده، مبينا ًذلك مع الأمثلة على كلِّ مصطلح ٍكان يأتي به.

وفي الخاتمة عرضتُ لأهم النتائج التي توصل إليها البحث.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير