تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طلب مساعدة 2]

ـ[المهذب.]ــــــــ[01 - 09 - 2010, 06:05 م]ـ

وَاعْلَمْ أنَّ العَدَد فِي الأصل لا يُضَاف إلى الصِّفَة، إذ العَدَد إنَّمَا يُضَافُ إلى مَا يُبَيِّن جِنْسِه، فلا يُقَال عَلَى الأعرف: "ثَلاثَة بيض"، وَإنَّمَا يُقَال: "ثَلاثَة أثْوَاب بِيض"، فإنْ جَاءَ ثَلاثَة بيض"، فهُوَ مِنْ حذف الموصوف وَإقامة الصِّفَة مُقامه، وَهُوَ قبيح، إلاَّ فِي مواضع نذكرها فِي بَاب النَّعْتِ -إنْ شَاءَ الله- وَمِنْ هَذَا قَولهم: "ثَلاثَة دَوَابٍّ" -بإثبات التَّاء- مَعَ أنَّ الدَّابَة مُؤَنَّثَة؛ لأنَّ الأصل: "ثَلاث أشْخَاص دَوَاب وَتَقُولُ: "ثَلاث أفْرَاس"، وَإنْ أردت المُذَكَّر؛ لأنَّ الفَرَسَ جَرَى مُؤَنَّثًا، كَمَا تَقُولُ: "ثَلاثُ شِيَاهٍ"، وَإنْ أردت المُذَكَّر؛ لأنَّ الشَاة مُؤَنَّثَة، وَكما تَقُولُ: "ثَلاثَةُ أشْخَاصٍ"، وَإنْ أردت نِسَاء؛ لأنَّ الشخص مُذَكَّر بالنظر إلى اللَفْظ، وَتَقُولُ: "ثَلاثُ ذُودٍ"، وَإنْ أردت جِمَالاً؛ لأنَّ الذُودَ مؤنث، وَتَقُولُ: "عِنْدِي ثَلاثَةُ أنْفُس" وَ"ثَلاثَةُ أعْيُنٍ" -جَمْعُ عَينٍ- مُرَادًا به ...... حَمْلاً عَلَى الشَخْصِ فِي الأنْفُسِ، وَعَلَى الرَجُلِ فِي الأعْيُنِ.

وَينبغي أنْ تعلم أنَّ حذف التَّاء مَعَ المُؤَنَّث وَثبوتها مَعَ المُذَكَّر، إنَّمَا ذَلِكَ إذَا أُرِيْدَ بالعَدَد المَعْدُود، أمَّا إذَا أُرِيدَ مُجَرَّد العَدَد فَإنَّه لا يُسْتَعْمَل إلاَّ بالتَّاء، فتَقُولُ: "سِتَّةٌ نِصْفُ اثْنَي عَشَر", وَ"ثَلاثَةٌ نِصْفُ سِتَّةٍ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ 2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(وإن أمكن اسْتِثْنَاء بَعْضها مِنْ بَعْض) فأربعة مذاهب:

أَحَدها: أنها كلها راجعة إلى الأوَّل، وعليه يجيء جواب أبي يوسف القاضي عن سؤال الكِسَائِي إيَّاه في رجل قال: "عليَّ مائة درهم إلاَّ عشرة إلاَّ اثنين"؛ لأنَّه قَالَ: يلزمه ثمانية وثمانون.

وثانيها: أنَّ الأخير مُستَثْنَى مِنَ الذي قَبْله، والذي قَبْله مُستَثْنَى مِنَ الذي قَبْله، هكذا إلى الانتهاء إلى الأوَّل، وهُو مَذْهَب الكِسَائِي وأهل البصرة فيَكُون المُقَر به على هَذَا المَذْهَب اثنين وتسعين.

وثالثها: أنَّ الثاني اسْتِثْنَاء مُنْقَطِع، وهُو مَذْهَب الفراء، والمُقَر به على هَذَا المَذْهَب أيضاً اثنان وتسعون؛ لأنَّ المَعْنَى على هَذَا المَذْهَب "له عِنْدِي مائة غير عشرة سوى اثنين الذي له عندي" وأصاره إلى الحكم بالانَقطاع ما يلزم عن رَدِّها إلى الأوَّل، أو رَدِّ بَعْضها إلى بَعْض مِنَ الطول والإسهاب .....

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير