ـ[انزواء]ــــــــ[21 - 10 - 2010, 02:36 ص]ـ
هذا ما يعرف في بالاستدعاء وغالبا ما يكون في الشعر فيقوم الشاعر باستدعاء شخصية معينة ذات رمز أو إحالة إلى صورة معينة فمثلا عندما يقول عبد الوهاب البياتي
سيزيف يعود من جديد
فهو قد استدعي هنا شخصية من التراث اليوناني القديم، فسيزيف بحسب الاسطورة استطاع بحسب الأسطورة اليونانية أن يخدع إله الموت ثانتوس ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AB%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%88%D8%B3&action=edit&redlink=1) ويكبله، مما أغضب كبير الآلهة زيوس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D9%88%D8%B3)، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، وهو عقاب عمل ممل مكرر دون فائدة فأصبح رمز العذاب الأبدي، والعقاب المستمر بلا نهاية، وعندما يستخدم الشاعر هذا الرمز فإنه يستدعي صورة العقاب الشديد هذا إلى زهن المتلقي.
وإذا لم تفهم الإحالة ولم تكن عندك الثقافة التي تمنك من معرفة كنه الشخصية فهذا يعني فقدان الاتصال بين المرسل/ الشاعر والمستقبل/ المتلقي لأن اللغة بينهما صارت منبتة الصلة، والاستدعايء من سمات القصيدة الحديثة وهو من الآليات التي أسهمت بشكل كبير في ارتفاع نسبة الغموض في النص الحديث بسبب ارتفاع الثيقافة واختلافها بين المتلقي والمرسل، وللاستدعاء آليات كثيرةومن أشهر من استخدموها في الشعر الحديث امل دنقل وصلاح عبد الصبور
:
أستاذي القدير: د/ عصام (حفظك الله)، اثارني حديثك عن الأسطورة وددت سؤالك بشكل عام:
هل يوجد فرق بين أسطورة حارس الماء وأسطورة عروس البحر، من حيث اللب وماأساس تكوينها؟
هل يوجد أسطورة تحكي عن الرجل مجدور الوجه، مهمش الساقين أو أعرج؟
هل يوجد أسطورة ترتبط بعصا الأبنوس الأسود؟
هل يوجد أسطورة تحكي عن المومياء القادمة من جوف زمن بعيد؟
هل يوجد أسطورة ترتبط بالقبقاب؟
:
رجعت إلى كتاب الخرافة والأسطورة لـ د/ عبدالبديع عبدالله.
لم أجد مايجيبني بالنفي أو الأيجاب عن سؤالي، هل يوجد أساطير متعلقة فيما ذكرت ..
:
ممتنة أنا لك بحجم بياض أفقك ..
أنتظر ردك بفارغ الصبر ..
:
صادق دعواتي
ـ[عصام محمود]ــــــــ[21 - 10 - 2010, 10:39 ص]ـ
الحقيقة إن هناك تساؤلات كثيؤة في هذه القضية وبخاصة أن أسئلتك الاسبقة والخاصة بوجود بعض العلاقات بين الأساطير المتشابهة عند الشعوب المختلفة ولقد دارت برأسي هذه الأسئلة عندما كنت أراجعكتاب حكايات الخوين جريم المترجم عن التراث الألماني ووجدت كثيرا من الأساطير الألمانية القديمة تتشابه مع غيرها من قصص تراثنا وهنا علمت لماذا
قال بورخيس في كتابه 'صنعة الشعر' في الفصل المعنون"فن حكاية القصص":'إن هناك شيئا مرتبطا بالحكاية والقصة، شيئاً يبقى ويستمر على الدوام، لا أظن أن البشر يتعبون من سماع وحكاية القصص'،
ومن خلال قراءةحكايت الأخوين جريم وهو سفر كبير طالعت كثيرا من الحكايات لفت انتباهي التشابه الكبير بينها رغم اختلاف منشئها، فهناك خيط رابط بين الأمر يؤدي إلى تواتر قصص بحبكات مختلفة وأشكال متنوعة عند كل راوٍ، وبمقارنة هذه الحكيات مع غيرها نجد هذ التلاقي مع حكايات من شتى بقاع الأرض، وكلها تدور حول أفكار يشترك فيها الإنسان في كل زمان ومكان، وإن تغيرت فيها تقنية السرد بطرق وأسماء مختلفة، وغالبا ما تميل هذه القصص إلى التلون عادة بالصبغة المحلية فتصبح خاصة بهذا المجتمع وهذه النوعية من الحكايات ذات 'منشأ إنساني' عام إولا تتمتع بالخصوصية، ذلك لأنها موجودة في كل الشعوب والمجتمعات وممكنة الحدوث في أي وسط اجتماعي، وهي تنتمي إلى الواقع الأسطوري والخيالي أكثر من انتمائها إلى الواقع، وهذا يؤكد إن مصدرها واحد هو الحضارات الأولى للبشرية، والإنسان بطيعه كائن اجتماعي ييميل إلى السرد والقص ووضع المثيرات في حكاياته وهذا موجود حتى اليوم فلو حدث امر ما أمام مجموعة من الناس فسوف يرويه كل واحد بطريقته بحيث يصبح قصة مستقلة الفكرة الولى واحدة لكن الآليات مختلفة، غالمجتمعات الإنسانية تعيش خالقة عالمها الخاص من خلال حكايات متشابهة الفكرة والحدث، لتشابه الظروف العامة للمجتمع الإنساني قديما بشكل عام
فالملاحظ إن هذا التشابه مرجعه إلى تشابه الظرف الكوني والتقارب الفكري والثقافي بين هذه الشعوب فنتج هذا التقارب في الحكايات ولذلك يجب الرجوع إلى (مورفولوجية الحكاية الخرافية) لبروب فسوف تجدين فيه هذا الكتاب محاولة الكاتب لإيجاد القانون الرابط بين هذه الحكايات المتشابهة عند مختلف الشعوب
ـ[اليمامة النجدية]ــــــــ[21 - 10 - 2010, 11:03 ص]ـ
شكر الله لك يادكتور عصام ما تفضلت به من معلومات وجعل لك بكل حرف دونته عظيم الأجر ..
نسيت أن أشير إلى كتاب الدكتور علي عشري زايد رحمه الله،فكتابه من أوائل الكتب ـ حسب علمي ـ التي استفاضت في الحديث عن استدعاء الشخصيات وهو بعنوان:
"استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر"
يقول الدكتور حلمي القاعود عن هذا الكتاب:أول دراسة فيما أتصور تفتح الباب واسعا عريضا أمام عشرات الدراسات الأكاديمية والنقدية حول الشخصيات التراثية في شعرنا المعاصر، وتوجه الشعراء المعاصرين إلى كنز ثمين يستثمرونه في قصائدهم ومسرحهم الشعري، فهذا التراث لا يخذل من يعود إليه مهموما أو مسرورا، مهزوما أو منصورا، حرا أو مقهورا، ففيه ما يهدهد الهموم وما يجسد السرور، وما يواسي في الهزيمة وما يتغنى بالنصر وما يمجد الحرية وما يتمرد على القهر!
ستجدينه في مكتبة الملك فهد، وفي مكتبة الملك عبدالعزيو،وفي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ..
وربما في مكتبة الكتاب (التراثية سابقا) طريق الملك عبدالله .. اتصلي بهم وتأكدي.
أزال الله عنك وعني الأرق،فأنا مثلك ياأخية أعيش في أرق منذ أعوام وأردد:
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ ( ops
¥