تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأثار البند المذكور أعلاه معارضة م. ت.ف، لأنها حصلت على رسالة من وزير الخارجية السابق شمعون بيرس (11/ 10/93) موجهة إلى وزير خارجية النرويجي تعترف بموجبها إسرائيل بالدور الذي تقوم فيه الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة للسكان الفلسطينيين. وعليه فان إسرائيل لن تضييق عليها بل بالعكس فهي تستحق التشجيع لدورها الحيوي 43. وفسرت م. ت.ف وبعض الدول الإسلامية البند التاسع من الاتفاق على أنه إعتراف أردني بالسيادة الإسرائيلية على القدس الامر الذي تطلب بحثه في اجتماع مؤتمر الدول الإسلامية الذي عقد في شهر أيلول من عام 1994 في المغرب حيث تعرض الموقف الأردني إلى هجوم شديد 44.

وبعد التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ بين إسرائيل وبين الفلسطينيين طرح الأردن موقفا جديدا يقول فيه أن السيادة معلقة (صرح الملك حسين أن السيادة هي لله فقط)، وعليه فإن مكانة الأردن بالأماكن المقدسة في القدس ستبقى. ويمكن تفسير الموقف الأردني على انه معني بإضعاف مكانة السلطة الفلسطينية في القدس، أقل من سيادة لها. وكلما ضعفت مكانة الفلسطينيين في القدس ازدادت احتمالات استمرار علاقة العائلة الهاشمية بهار هبيت وفي بقية الأماكن الإسلامية في المدينة، وذلك بمساعدة إسرائيل المعنية هي الأخرى باستخدام الموقف الأردني لإضعاف مطالب الفلسطينيين بالسيادة على القدس الشرقية.

إذا، ما هي انعكاسات اتفاق السلام على التسوية النهائية لهار هبيت؟. من جهتها اعترفت إسرائيل بالدور الأردني القائم في الأماكن المقدسة وبالدور التاريخي له في هار هبيت، وهذا الاعتراف يتعلق بإدارة الأماكن المقدسة. وبالإضافة الى ذلك لا بد من الإشارة إلى أن إسرائيل لم تتنازل عن حقها الأساسي بحرية العبادة لليهود في هار هبيت (يجب التمييز طريقة تنفيذ هذا الحق) وبالتأكيد لم تتنازل عن السيادة عن المكان 45 (ذكر في الاتفاق فقط حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة ولم تذكر حرية العبادة بالمرة). ولا يفرض اتفاق السلام مع الأردن استمرار المطالبة خلال المفاوضات النهائية بالحفاظ على الترتيبات القائمة في هار هبيت منذ عام 1967 مع الموافقة على أن تقوم دائرة الأوقاف بإدارة المكان بالتنسيق مع وزارة الأوقاف الأردنية، وذكر كتاب نداف شرغاي أنه تبلور _ خلال المفاوضات مع الأردن -عند رئيس الوزراء ووزير الخارجية خطة لإقامة إدارة دولية لإدارة الأماكن المقدسة تضم مندوبين عن السعودية والأردن والمغرب والفلسطينيين والفاتيكان على أن يمنح هذا الجسم - مستقبلا - صلاحيات أقل من السيادة للسيطرة دينيا على هذه الأماكن، يحصل الأردن من خلالها على مكانة خاصة 46، أما موقف السلطة الفلسطينية فهي تعارض بالتأكيد هذا الاقتراح وتطالب بإجراء تغييرات في الوضع القائم بهدف الحصول على رموز وسيادة في المكان. وأعلن الملك حسين بعد القمة الثلاثية التي عقدها مع مبارك وعرفات أنه يعترف بحق السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات الحصول على سيطرة سياسية في القدس الشرقية بعد الانتهاء من المفاوضات النهائية، ويبدو أن الملك حسين تطلع الى الحصول من السلطة الفلسطينية على اعتراف بعلاقة الأردن والعائلة الهاشمية بهار هبيت ولدورها في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس والخليل.

وأصبحت السلطة الفلسطينية جهة تأخذ بعين الاعتبار في كل ما يتعلق بهار هبيت لأنها وقفت وراء الأحداث العنيفة التي اندلعت في أيلول من عام 1996 بعد أن قامت إسرائيل بفتح النفق، ومنحت الاتصالات السياسية التي جرت في أعقاب أعمال العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة السلطة الفلسطينية مكانة دولية في كل ما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس. ومن جهتها قدمت الأردن إلى إسرائيل احتجاجا رسميا تضمن رأيا قانونيا يقول فيه أن فتح النفق يعتبر خرقا للبند التاسع من اتفاق السلام مع إسرائيل 47.

جدول 1: خلاصة الوضع القائم في هار هبيت منذ عام 1996

الموضوع موضوع فرعي اتفاقات رسمية الوضع القائم عمليا

1 - حريةالعبادة والوصول الى الأماكن المقدسة حرية الوصول

للجميع مع تحديد ساعات الزيارة الفلسطينيون يحددون ساعات الزيارة

حرية العبادة لليهود حق طبيعي حسب الفتاوى لم ينفذ عمليا في الماضي. تمت الصلاة بتواضع وبدون تظاهر وبتنسيق مسبق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير