تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 09:09 ص]ـ

أخي أبا ذكرى

جزيت خيرا،وسدد الله خطاك 0

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 11:30 ص]ـ

دعوات الإصلاح والتيسير في العربية:

دعوة ابن مضاء الرائدة

أما المحاولة الوحيدة التي تتصف بمبدأ التيسير والإصلاح من ناحية، ومناقشة الأصول والمبادئ النظرية التي وضعتها البصرة من ناحية أخرى، ونقدها وفق أصول نظرية جديدة كانت محاولة ابن مضاء القرطبي (ت 592 هجرية) في كتابه "الرد على النحاة".

ومنذ نشر ذلك الكتاب على يد الدكتور شوقي ضيف 1947 حدثت ضجة كبيرة في الهيئات العلمية، وتردد ذكره في كثير من كتابات الباحثين والدارسين المعاصرين عربا ومستشرقين، ووصف بعضهم منهج ابن مضاء بالمنهج الوصفي في دراسة اللغة عند الأوربيين، ورأوا فيه دراسة رائدة في الفكر اللغوي العربي القديم.

وقد حاول ابن مضاء وضع نموذج جديد لوصف اللغة العربية والتقعيد لها وفق أصول ومبادئ فكرية وفلسفية تختلف اختلافا جذريا عن تلك التي وضعتها البصرة، وذلك مع اعترافه بقيمتها والهدف من وضعها، يقول: "إني رأيت النحويين –رحمة الله عليهم– قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن، وصيانته عن التغيير، فبلغوا من ذلك الغاية التي أمّوا، وانتهوا إلى المطلوب الذي اتبعوا، إلا أنهم التزموا ما لا يلزمهم، وتجاوزوا فيها القدر الكافي فيما أرادوا منها، فتوعرت مسالكها ووهنت مبانيها.

ومعنى هذا أن ابن مضاء يسلم منذ البداية بالهدف التعليمي وبالجانب المعياري، لكنه يرى أن النحاة بالغوا في ذلك، ثم يحدد هدفه فيقول: "وقصدي من هذا الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغني النحوي عنه، وأنبه على ما أجمعوا على الخطأ فيه".

وقد انصب نقده على ما رآه فسادا في نظرية العامل التي دفعت النحاة إلى ما أفاضوا فيه من التعليل والتأويل والحذف والتقدير، وكان فعله هذا أقرب إلى الوصفية التي تبتعد عن استخدام التعليلات المنطقية، وما ترتب على نظرية العامل من تأويلات تؤدي إلى هدم العلاقة بين المبنى والمعنى.

الطهطاوي يبدأ التجديد في العصر الحديث:

ولم تذهب المحاولات القديمة في التجديد والإيضاح والتيسير سدى، وإنما كانت مصدر إلهام وتوجيه لمحاولات الإصلاح والتجديد في مطلع العصر الحديث، وقد بدأت هذه المحاولات في التأليف النحوي دون الاقتراب من الأصول النظرية والمنهجية، وكانت دروس النحو قد استقرت في الأزهر محصورة في إطار الشروح والمتون، وكانت قيمة أي مؤلف في النحو تتركز في إحاطته بكل تفاصيل الخلاف بين النحاة، أو شرح شواهد ابن عقيل وشذور الذهب.

ومع هذا فقد جاءت المحاولة الأولى لعرض النحو عرضا حديثا بعيدا عن هذه المتون على يد عالم من علماء الأزهر، وهو رفاعة الطهطاوي الذي ألف أول كتاب يعرض للنحو العربي عرضا مختلفا عن طريقة المتون والشروح، وسماه "التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية"، وجاء هذا الكتاب على نمط مؤلفات الفرنسيين في النحو الذي أعجب بها في أثناء بعثته إلى فرنسا، فجاء الكتاب بسيط العبارة، سهل العرض ليس له متن ولا شرح، كما استخدم فيه لأول مرة الجداول الإيضاحية.

وبذلك بدأ رفاعة ما يسمى بحركة إصلاح الكتاب النحوي في العصر الحديث، وكان المقصود بها تخليص الكتب النحوية من العبارات الغامضة والاختلافات، وألف هذا النوع من الكتب تيارا ظل متدفقا حتى يومنا هذا تحت أسماء وعناوين مختلفة، مثل "النحو الواضح"، و"النحو الوافي"، و"التطبيق النحوي"، و"النحو المصفى".

يتبع،،،

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 09:17 ص]ـ

وفي سياق حركة الإصلاح والتجديد لا بد أن نشير إلى تيار النظر في العربية وعلاقتها بالحضارة الحديثة، ويتمثل هذا التيار في الدعوة إلى تطوير الفصحى أحيانا أو اصطناع العامية بدلا منها أحيانا أخرى.

ويمثل هذا التيار سلامة موسى، والدكتور محمد كامل حسين. أما الأول فكان من دعاة العامية الذين دعوا إلى إحلالها محل الفصحى، أو إحلال الحروف اللاتينية محل الحروف العربية في الكتابة، وهي دعوة لم ترتفع عن مستوى الشبهات، وقد رفض الضمير الديني والقومي التخلي عن الفصحى، وتصدوا لهذه الدعوة المشبوهة.

أما د. كامل حسين فقد حاول أن يغير من النموذج النحوي التقليدي في كتابه "اللغة العربية المعاصرة" وهو يقسم اللغة العربية إلى أربعة مستويات:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير