تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول الأستاذ (كاردنر ـ W. H.T. cairdener ) : « لقد سبق العلماء العرب الأصواتيين المحدثين في تصنيف الأصوات حيث أشاروا إلى الأصوات الأسنانية والحنكية واللهوية واللثوية من الصوامت، وقدموا ملاحظاتهم المضبوطة عن المواقع الدقيقة للّسان والحنك متمثلة بأصوات متعددة ... وسلموا بصحة اندراجها تحت فصيلتين هما المجهورة والمهموسة، وللعرب معرفة كبيرة بالتقسيم الثاني الأساسي للأصوات الصحيحة، حيث يسمّون القسم الأول حروف الشدة، ويقصدون به


(18)

الأصوات الصحيحة المشددة أو المتوترة. أما القسم الثاني فيسمونه حروف الرخاوة، ويقصدون به الأصوات المرتخية» (1).
وكان من نتائج مسيرة التطور للبحث الصوتي عند الأوروبيين أن قسموا الأصوات اللغوية إلى قسمين رئيسيين:
الأول: كونسونانتس ـ consonants .
الثاني: فزيلز ـ vowels .
ويمكن تسمية القسم الأول بالأصوات الساكنة، وتسمية الثاني بأصوات اللين، أو هي: الأصوات الصامتة والأصوات الصائتة (2). وهذا ما أشار إليه علماء الصوت العرب منذ عهد مبكر لدى اعتبارهم الفتحة والكسرة والضمة، وألف المدّ، وياء المدّ، وواو المدّ: أصوات لين، وما سواها أصواتاً ساكنة.
ومع أن الاهتمام العربي المبكر كان منصبّا على الأصوات الساكنة وهي الصامتة، وقد عبر عنها العلماء برموز كتابية معينة إلا أنهم أشاروا إلى الأصوات اللينة وهي الصائتة، واعتبروها أبعاض تلك الحروف.
وقد كان ابن جني (ت: 392 هـ) سبّاقاً إلى هذا الملحظ بقوله: «إعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين وهي: الألف والواو والياء، فكما أن هذه الحروف ثلاثة فكذلك الحركات ثلاث وهي: الفتحة والكسرة والضمة.
فالفتحة بعض الألف، والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو، وقد كان متقدمو النحويين يسمون الفتحة: الألف الصغيرة، والكسرة: الياء الصغيرة، والضمة: الواو الصغيرة، وقد كانوا في ذلك على طريق مستقيمة» (3).
والدليل على صحة رأي ابن جني أن الحركات إذا أشبعتها أصبحت حروفاً، فحركة الفتحة إذا أشبعتها ومددتها أصبحت ألفاً، وحركة الكسرة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير