تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذنب: هو كل شيء يجعلك في مؤخرة الناس. وهو مشتق من الذَنَب وهو أخسّ شيء في الحيوان. وهو يستعمل في كل فعل يُستوخم عقباه اعتباراً بذَنَب الشيء ولهذا يُسمى الذنب تبِعة اعتباراً لما يحصل من عاقبته. (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ {11} آل عمران) (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {40} العنكبوت).

الخطيئة: هي كل عمل قبيح يصدر عن عمل مُباح في الغالب. وأكثر ما تقال الخطيئة فيما لا يكون مقصوداً إليه في نفسه بل يكون القصد سبباً لتولّد ذلك الفعل منه كمن يرمي صيداً فيصيب إنساناً (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به). ويُسمى الذنب خاطئة (والمؤتفكات بالخاطئة) بمعنى الذنب العظيم. هناك خطأ بالإرادة أنت تريد شيئاً غير صحيح فهذا هو الخطأ التام وهو المأخوذ به الإنسان، خطيء يخطأ خِطأ (إن قتلهم كان خِطئاً كبيرا) و (إن كنا لخاطئين). وهناك خطأ في التنفيذ كأن يريد الإنسان أن يُحسّن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال أخطأ إخطاء فهو مخطئ وهنا تكون الإرادة مشروعة لكن تصير خطأ أي أنه أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل كأنك تريد أن تضرب عصفوراً فتصيب به إنساناً خطأ وهذا النوع من الخطأ معفو عنه بنسب معينة (ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة) (نغفر لكم خطاياكم) (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وجاء في الحديث الشريف: " رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان" و "من اجتهد فأخطأ فله أجر" " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابين". وهناك نوع آخر أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق مع خلافه فهذا مخطيء في الإرادة ومصيب في الفعل فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله وهناك نوع آخر من الخطأ وهو الخطأ في العقيدة.

فالخطأ هو الذي يصدر عن مباحات وأكثر ما يقع في العبادات كالحب يتطور إلى أن يصير وداً ثم عشقاً ثم يبالغ العاشق حتى يصل إلى المبالغة والمغالاة التي قد تكون مقبولة محمودة وقد لا تكون حتى يصل إلى البدعة أي خرج من مشروع إلى غير مشروع كما فعل النصارى بعيسى حتى ألّهوه من شدة حبهم له. بينما قد يكون هذا الحب محموداً كما أحب صحابة رسول الله r الرسول r فمنهم من عشق النبي r عشقاً عظيماً وكان الرسول r قد أمر أصحابه أن لا يقوموا له عند دخوله عليهم لتواضعه r فلم يستطع أحد الصحابة ذلك وبقي يقوم للرسول r فلمّا سأله قال:

قيامي للحبيب عليّ فرض إلى أن قال: عجبت لمن له عقل ولُبّ يرى هذا الجمال ولا يقوم.

وكذلك بنو اسرائيل أخطأوا في العبادات (نغفر لكم خطاياكم) وقوم نوح (مما خطيئاتهم أُغرقوا) فقد كانوا مؤمنين موحّدين وكانوا من نسل شيث ثم بعد 400 سنة تقريباً كان بينهم أناس صالحون هم ودّ وسواع ويعوق وازداد حب الناس لهؤلاء الصالحين حتى صنعوا لهم تماثيل ثم انتهى بهم الأمر إلى عبادتهم دون الله تعالى. هذه خطيئات وهكذا تبدأ في العبادات غالباً. وفي حياتنا اليومية يقع الكثير من الأخطاء وهذا ما يُغفر. والخطيئة التي تكون في العقيدة هي التي تُخرج من المِلّة كالفرق الضّالة التي تتطور أفكارها حتى تخرج من الملّة.

وكلمة خطايا هي جمع كثرة (نغفر لكم خطاياكم) بينما كلمة خطيئاتكم جمع قلة (نغفر لكم خطيئاتكم).

السوء والسيئات: هو المُستقبح إما طبعاً أو عقلاً أو شرعاً. وهو كل ما يغُمّ الإنسان من الأمور الدنيوية والأخروية ومن الأحوال النفسية والبدنية والخارجية. والشيئة هي أفعال قبيحة تترك للإنسان سمعة سيئة عند الناس وهي ضد الحسنة (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من شيئة فمن نفسك) وقال r : " يا أنس أتبع السيئة الحسنة تمحها" لذا يجب أن نحرص على الإسراع في الأعمال الحسنة لتمحو السيئات. والحسنة والسيئة نوعان أحدهما باعتبار العقل والشرع كما في قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلا مثلها) وهناك حسنة وسيئة بحسب اعتبار الطبع وذلك ما يستخفّه الطبع وما يستثقله (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير