لو نظرنا في الآيتين في سورة التوبة هناك تشابه واختلاف ففي الأولى ذكرت (لا) وزادت اللام في (ليعذّبهم) وذكر كلمة الحياة الدنيا في الآية الأولى وذكر الدنيا في الثانية (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ {55}) و (وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ {85}) ونستعرض بالتفصيل الفرق بين الآيتين:
1. بدأ الآية الأولى بالفاء والثانية بالواو. لأن الآية الثانية معطوفة على ما قبلها فسياق الآيات السابقة يقتضي العطف أما الآية الأولى فالفاء للإستئناف وليس هناك عطف (قد تأتي الفاء للإستئناف أو التفريع).
2. (تعجبك أموالهم ولا أولادهم) في سياق الإنفاق أي إنفاق الأموال. (قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً) (وما منعهم أن تُقبل لهم) (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) (فلا تعجبك أموالهم) (إنما الصدقات) فالكلام كله إذن في الإنفاق في الآيات التي قبلها وبعدها. أما الآية الثانية فسياق الآيات قبلها وبعدها في الجهاد وليس الإنفاق. فلمّا كان السياق في الأموال أضاف (لا) وفصل الأولاد والأموال للتوكيد.
3. . (ليعذّبهم) زيادة اللام في الآية الأولى وهي زيادة التوكيد لأن السياق في الأموال والإنفاق وكما أكّد بـ (لا) أكدّ باللام بمعنى (إنما يريد الله أن يعذبهم). فزيادة اللام قياسية للتوكيد (تؤكد معنى الإرادة) واللام تزاد قياساً وتُزاد سمعاً في المفعول به كما في قوله (والذين هم لربهم يرغبون) واللام زائدة في فعل الإرادة أن (أراد) فعل يتعدّى بنفسه فيؤتى باللام الزائدة للتوكيد، أو اللام للتعليل وهي على أي قول فهي للتوكيد (علّل الإرادة في الآية الأولى أو أكدّ الإرادة في الآية الأولى). فلمّا كانوا متعلقين بالمال تعلّقاً شديداً أكّد باللام (ليعذبهم فيها) فكان التعذيب أشدّ.
ذكر الحياة الدنيا في الآية الأولى والدنيا في الآية الثانية: الآية الأولى في سياق الأموال والأموال عند الناس هي مبعث الرفاهية والحياة والسعادة والمال هو عصب الحياة، أما الآية الثانية فهي في الجهاد مظنّة مفارقة الحياة في القتال فاقتضى السياق ذكر الحياة في الآية الأولى وحذفها في الآية الثانية.
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــيل
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 03:26 ص]ـ
لا أعرف ما أقول لك فوالله لقد أستفدت منك الكثير والكثير حتى ظننت أني لا أعرف شيئاً
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 03:33 ص]ـ
فها أنا ذا أسألك سؤالا وأرجو أن تفيدني
قال تعالى في سورة النساء الآية (140)
" إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم َ جميعاً"
فلماذا جاءت كلمة (جهنم َ) مفتوحة رغم أنه يسبقها حرف جر
السؤال الثاني
قال تعالى في سورة النحل الآية رقم (3)
" خلق السماوات ِ والأرض َ بالحق "
فلماذا جاءت كلمة السماواتِ بهذا الشكل؟
أهي جمع تكسير فلذلك نصبت بالكسرة أم ماذا؟
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 02:42 ص]ـ
السلام عليكم
الاخ العزيز: أحمد عمر
اجابة سؤالك الاول: لقد جاءت كلمة (جهنم) مفتوحة رغم أنها مسبوقة بحرف جر لانها ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث
أما اجابة سؤالك الثانى: لقد جاءت كلمة (السموات) منصوبة بالكسرة وذلك لانها جمع مؤنث سالم وجمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة
وأسأل الله أن ينفعنا و ينفعكم وينفع أبناء العربية لغة القران الكريم
فارس العربية الخـ زيد ــــــــيل
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:37 ص]ـ
شكرا لك أخي زيد الخيل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 05:21 م]ـ
جاء في موقع لمسات للدكتور فاضل السامرائي ما يلي
(112 - ما اللمسة البيانية في اختيار كلمة (تفتأ) في سورة يوسف (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ {85})؟
¥