تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(1) المصدر نفسه: 333.

(2) عبد القاهر، أسرار البلاغة: 3 - 4.


(37)

فالدلالة عنده فيما انتظم فيه الكلام فدلت ألفاظه على معانيه جملياً كما هو رأينا في تمهيد هذا البحث.
أما القول بدلالة الألفاظ على الألفاظ أو هو من الألفاظ نفسها فلا توافق السديد من التنظير، إلا من حيث جرس الألفاظ، وقد بحث عبدالقاهر هذا «وأما رجوع الاستحسان إلى اللفظ من غير شرك المعنى فيه، وكونه من أسبابه ودواعيه، فلا يكاد يعد نمطاً واحداً وهو أن تكون اللفظة فيما يتعارفه الناس في استعمالهم، ويتداولونه في زمانهم، ولا يكون وحشياً غريباً أو عاميا سخيفاً، فسخفه بإزالته عن موضوع اللغة وإخراجه عما فرضته من الحكم والصفة بأمر يرجع إلى المعنى دون مجرد اللفظ (1).
وما أفاده عبد القاهر هنا بالنسبة للألفاظ وحدها فهو يعود على دلالة الألفاظ أيضاً، فيما يتعلق بالدلالة الهامشية التي بحثناها في عمل مستقل (2).
ولا غرابة أن يربط عبد القاهر بين دلالة الألفاظ وعلم النفس في جملة من أضافته القيمة (3).
8 ـ ويرى ضياء الدين بن الأثير (ت: 637 هـ): في الألفاظ مركبة دلالة مستنبطة هي غير دلالتها مجردة، ويعطي بذلك رأياً تطبيقياً بعد حديثه عن الموضوع: «وأعجب ما في ذلك أن تكون الألفاظ المفردة التي تركبت منها المركبة واضحة كلها، وإذا نظر إليها مع التركيب احتاجت إلى استنباط وتفسير ... وقد ورد عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون» وهذا الكلام مفهومة مفردات ألفاظه، لأن الصّوم والأضحى مفهوم كله وإذا سمع الخبر من غير فكرة قيل: علمنا أن صومنا يوم نصوم، وفطرنا يوم نفطر، وأضحانا يوم نضحي، فما الذي أعلمنا به مما لم نعلم؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير