[أول مقالة لي]
ـ[المولع]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 07:43 م]ـ
منذ أيام وثمة أفكار تختمر في رأسي وددت أن أكتب فيها لولا أني لم أجد لها من نفسي نشاطا و لا من قلمي طاعة و عهدي به أدعوه فيجيب وآمره فيأتمر
.
فأطرقت أفكر علي أجد لنفسي مخرجا مما وقعت فيه.
و إني لكذلك سارب في أودية الفكر إذ تذكرت ما كان من يزيد بن أبي سفيان حين بعثه أبو بكر –رضي الله عنهما- واليا على الشام و أراد الخطبة فأرتج عليه و عاد فأرتج عليه مرارا فقال: يا أهل الشام عسى الله أن يجعل من بعد عسر يسرا ومن بعد عي بيانا.
وجعلت أتعلل و أقول: إن ساعة تأتي على الفرزدق و قلع ضرس من أضراسه فيها أهون عليه من قول بيت شعر , ولعل ساعتي هذه من ساعته تلك , و لئن كل فيها خاطري فإني أرجى ما أكون له , وعسى الله أن يجعل من بعد عسر يسرا ومن بعد عي بيانا: rolleyes:
فكان الفرج ما تقرؤون:
ربما استوحش بعضهم من استغلاق يجده من نفسه أحرص ما يكون على أداء عمل ما.
فتراه ينكفئ على نفسه فعل الجبان ينسبها إلى ضعف وعجز و أن ما كان من حرصها إنما هو الحمق في صورة الهمة تكذب المرء فتدعوه إلى طلب ما لن ينال و هلم جرا حتى تؤمن نفسه بضعف و عجز ربما لم يكونا فيها.
ثم هي بعد ذلك لا تعدم منهما معزيا على مصابها بهما إذ يقولان لها:
أيتها النفس إن كنت لابد عاتبة فعلى قدر ساقنا إليك و ما هذا الظن بك , ولو أنك تأملت في أمرك و نظرت ببصيرتك في نور من إيمانك لعلمت أنك في مصابك حكمة لله إذ جعلك حجة على القوي القادر ليبتليه بالشكر كما ابتلاك بالصبر.
و لا يزالان به حتى يجعلاه في نفسه مثل المبتلى الصابر و حتى يسلباه عقله بعد أن سلباه عزمه.: D
ولو أنه أول أمره جد في الاحتيال ليرفع من همتها لم تعوزه الحيلة و لعاد له ما استصعب سهلا ميسورا
ذلك أن المرء لا يعجز إلا عما يرى نفسه عاجزا عنه ولا يقدر إلا على ما يرى نفسه قادرا عليه , وهو لن يرى نفسه إلا بمرآتين أكبرهما عقله والثانية همته فيكون بذلك وسطا لا يبخس نفسه حقها فيصورها عاجزة عما هي قادرة عليه و لا يتزيد لها فيصورها قادرة على ما هي عاجزة عنه و يغرقها في شبر ماء.
ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه
ـ[أمير القلوب]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 08:02 م]ـ
قدمت فأبهرت وكتبت فأبدعت
والله لكأنما أنظر إلى حروف سطرها الجاحظ وعقدها ابن الجوزي
فبارك الله في أناملك المبدعات وحروفك النيرات
وفي انتظار جديدك بقلب مشتاق وعقل تواق لنمتع المسامع والأحداق
تحيتي لك ,,,
ـ[فصيحة ولكن]ــــــــ[29 - 05 - 2007, 09:12 ص]ـ
ولو أنه أول أمره جد في الاحتيال ليرفع من همتها لم تعوزه الحيلة و لعاد له ما استصعب سهلا ميسورا
ذلك أن المرء لا يعجز إلا عما يرى نفسه عاجزا عنه ولا يقدر إلا على ما يرى نفسه قادرا عليه , وهو لن يرى نفسه إلا بمرآتين أكبرهما عقله والثانية همته فيكون بذلك وسطا لا يبخس نفسه حقها فيصورها عاجزة عما هي قادرة عليه و لا يتزيد لها فيصورها قادرة على ما هي عاجزة عنه و يغرقها في شبر ماء.
ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه
صدقت والله ..
وكما أسلف (أمير القلوب) ذكرتنا بالجاحظ ..
لا تحرمنا روعة إبداعك ..
ـ[المولع]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 01:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 06:09 ص]ـ
أحسنت
وأجدت
ذكّرتني عندما قرأت لك بكتابات الرافعي جزالة وفكرا
سلم يراعك ودام إبداعك
أخوك / أبو يحيى
ـ[المولع]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 11:17 م]ـ
أشكرك أبا يحيى على مرورك الجميل