[أنت والعذارى]
ـ[أبو منة الله الجزائري]ــــــــ[17 - 07 - 2007, 12:48 م]ـ
خضر الهوى في عمق عمقي فارتمى قلبي على أعشابه مترنما
دفت له خضراؤه وتراقصت صور الجنان على نشيده حوما
وتدفق الشريان منه صبابة وعلى ضفافه زهر إيماني نما
ما حيلتي والحب سلطان غزت شبكاته كل القلوب وعولما
قد صار في شبكاته لي موقع تزهو نوافذه البديعة أنجما
خضراء أجراني وصالك جدولا شلال طهر بالسماحة مفعما
فعل الهوى في العاشقين يصوغهم من بين أدران القساوة رحما
ناغيت يا خضراء قلبي فانتشى وافتر نبضه بالتقى وتبسما
والشوق في سجن الضلوع تحررت أنفاسه فك القيود وحطما
وكتبت في سفر الوجود وجوده وجرى وجودك والمداد به دما
ونسجت ثوبه من خيوطك حلة روحية فمضى بثوبه منعما
أهواك يا خضراء قافية على زمنى تراقصه على نغم السما
أهواك ذكرا أورقت فيه التقى ينثال لحنا بالهداية برعما
أهواك يكتمني الهوى في زهره ويزيد قلبي في هواك تكتما
أطويه أشواقا وأنشره على شفتي فجري فوق روحي بلسما
أنا فوق وجهك قد غرست حديقتي فربا على قسماته شغفي نما
جفناك شرفة جنة من فوقها لاح الجمال بثوب عرسه حالما
كم ذا تسلقت العيون علوها وتسور الشوق الأسير لها الحمى
وخمائل الأهداب تشرق بينها شمس وتنسل الأشعة أسهما
كم ذا تصيدها الفؤاد فجندلت وزرا به كم جاس فيه وأجرما
أنا موغل في بحر حبك زورقا به جدف الشوق الطموح متيما
سافرت فيك جميلتي لا زاد لي إلا سحابك بالهداية قد هما
ورحلت فيك مسافتي كم أورقت واخضر فجري في رباك وبرعما
والفكر في ناديك أدمن جلسة وعلى موائدك ارتوى بعد الضما
ورقيت لي عسل الهدى فتقيئت سبلي به سحر الضلالة علقما
وولدت من رحم اشتهائك فكرة قدسية فيها وجودي خيما
لو لم يلدني الطهر في أحداقك لضللت مصلوبا عى خشب العمى
لولا شهاب من سمائك قد بدا لغدوت مشنوقا بليل أيهما
ما خاب فيك العاشقون وما خبا شوق الذي من باب حبك أحرما
لو يبصر العشاق وجهك لارتقوا ظلم الليالي نحو بدرك سلما
لو يسمع العشاق صوتك لامتطوا لحداءه الفجر الأغر الأدهما
حرم الذي قد رام غيرك عاشقا بل ما العذارى إن عشقت سوى دمى!