[من روائع الشعر .............. الزهديات]
ـ[حسان سيف الله]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 01:18 م]ـ
فلو أنا مُتنا تُركنا .... لكان الموتُ غايةَ كلّ حيّ
ولكنا إذا متُنا بُعثنا ... ونُسأل بعده عن كل شي
(ابو العتاهيه)
تعكس هذه الأبيات فعل الزمن في الشاعر وكيف أنه بتقدم العمر يصحو العقل من غفوته ويملّ اللهو والمجون وتأنس نفسه لحياة تؤسس لما بعد الموت ولكن السنّ وتقدّمه ليس بالنتيجة الحتمية للتوبة فالكثير يزداد نهمهم للحياة وهم على عتبات الخروج منها
أيا من بين باطية وزقّ ... وعود في يدي غان مغنّي
إذا لم تنه نفسك عن هواها ... وتحسن صونها فإليك عنّي
فإنّي قد شبعت من المعاصي ... ومن إدمانها وشبعن منّي
ومن أسوأ وأقبح من لبيب ... يرى متطربا في مثل سنّي
ذكرت هذه الأبيات في ديوان أبي نواس وهي مشهورة من حكاية ذكرها ابن هفّان وغيره قال فيها أنّ أبا نواس قضى ليلة في متعة فلما قام في الصباح توضأ وصلّى ثم قال هذه الأبيات
اذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبنّ الله يغفل مرّة ... ولا أن ما يخفى عليه يغيب
لهونا لعمر الله حتى تتابعت ... ذنوب على آثارهنّ ذنوب
وزاد ابن عساكر في روايته هذه القطعة
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ... ويأذن في توباتنا فنتوب
أقول إذا ضاقت عليّ مذاهبي ... وحلّ بقلبي للهموم ندوب
لطول جناياتي وعظم خطيئتي ... هلكت ومالي في المتاب نصيب
وأغرق في بحر المخافة تائها ... وترجع نفسي تارة فتثوب
ويذهلني عفو الكريم عن الورى ... فأحيا وأرجو عفوه فأنيب
فأخضع في قولي وأرغب سائلا ... عسى كاشف البلوى عليّ يتوب
ومن أقواله في ذمّ الدنيا بعد أن سئم منها
أرى كلّ حيّ هالكا وابن هالك ... وذا نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت ... له عن عدوّ في ثياب صديق
ومما يدلّ على عمق المعاني في شعر التوبة عند أبي نواس وجودتها ماذكر عن أبي العتاهيه شاعر الزهد أنّه قال سبقني أبو نواس الى ثلاثة أبيات وددت أنّي سبقته اليها بكلّ ما قلته من الشعر فإنه أشعر الناس فيها وهي قوله
يا كبير الذنب عفو ... الله من ذنبك أكبر
وقوله
من لم يكن لله متهما ... لم يمس محتاجا الى أحد
وقوله
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت ... له عن عدوّ في ثياب صديق
تقبّل الله توبته وأوبته وغفر لنا وله ولسائر المسلمين
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 01:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي حسان وجزاك خير الجزاء على هذا النقل الطيب ..
رحم الله أبا نواس وأبا العتاهية وغفرلهما ولنا ولوالدينا والمسلمين أجمعين الأحياء منهم والميتين ..
ورزقنا توبة صادقة نصوحاً قبل الموت ..
كل الشكر لك أخي على هذه التذكرة ..
ـ[خالد عايش]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 01:16 ص]ـ
قال أبو العتاهية في ذم طالب الدنيا:
أرى الدنيا لمن هي في يديه .... عذاباً كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصغر ... و تكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيءٍ فدعه ..... و خذ ما أنت محتاج إليه
ـ[حسان سيف الله]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 12:49 م]ـ
شكرا على الشكر ا ليلى الاخيلية ............... وفقكي الله في عملك و في حياتك
و دمت طيبة