تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اعذرني إن قلت لك بأنّك أجحفتَ في حقِّ التصويرِ الفنّي بعض الشيء، فحروفك في بعض المقاطعِ أشبه بخطابِ رسمي، يلقى بين يدي جلالة الحياة!!

أعجبتني بحق:

في ثوان لاهثات

نقطف الورد

ونمضي

في دروب الشوق والحرمان

نبقى نتلظى ونعاني

من جروح وقروح

أخبروني كيف يبقى الصمت حكمة؟

جميلةٌ تلك الفكرة التي عالجتها هنا بالتصوير، الثواني اللاهثات، نقطفُ الورد، الجمعُ بين الشوقِ والحرمان ...

وإن كان ثمةَ هنّاتٍ عروضية فيها، سأشيرُ إليها تبعاً ..

ولسان الحال يشكو الصمت لا أدري

إذا ما كان خلف الصمت نقمة

ليس كل الصمت حكمة

ويقيني أن بعض الصمت نعمة

أجدُ معالجة الفكرة بهذا التكرار الأسلوبي أوهنها بعض الشيء، وليس التكرار عيبٌ يتجنبُ دائماً، ولكن ربما لكونِه هنا أسلوباً مباشراً، فكان تكراره تكرار خطيبٍ لا شاعر!!

الفاضل: حسنُ الغالبي ..

انتهجت قصيدتك في معظمها تفعيلة (فاعلاتن) تفعيلة بحرِ الرمل، ولكنّي أجدك في مواطن عدة انحرفتَ عن طريقها، فعلك هنا إلى قصيدة النثرِ أقرب!!!

ثمةَ مواضعٍ أشارَ إليها الفاضل أبو سهيل، وسأشيرُ إلى مواضعَ أخر:

أنا قلب دائم الخفق معذّب

ودنانا خفق عصفور

وفاجعة تباغت

ذهن غافل

في دروب الشوق والحرمان

نبقى نتلظى ونعاني

الحرماني فيها زيادةٌ لا تستقيمُ معها التفعيلة، و (نبقى) لا تستقيمُ معها التفعيلة أيضاً، ولعلَّ حذفها يحلُّ إشكال ورودها، فتصبحُ هكذا:

نتلظى ونعاني

ولكل حادثة وموقعها حديث

هكذا الدنيا فلا حال يدوم

والأحاديث متى طابت تبشر لا تنفر

هنا ألجأك الوزنُ إلى تسكينِ المرفوع (تبشرُ، تنفرُ) ولا أظنُّ النحوي يغفرُ لك هكذا!

تعمّق الشعور بالحياة الطيبة

كما وأن للظروف أحكام

فإن للأحكام يا أحبتي ظروف

قد يظلم الإنسان إنسانا؟

الفاضل: حسن الغالبي

النصُّ التفعيلي لابدَّ أن تجري عليه يدُ العروضي، فهو وإن انفلتَ من قبضة تحديد التفعيلاتِ في أشطرٍ، إلا أن لم ينفلتَ من قبضةِ التفعيلة.

الفاضل: حسنُ الغالبي

الفكرة التي يعالجها نصك فكرةٌ راقية، وعاطفة صادقة في سبيلِ الحق وإعلائه، فكيفَ يبقى الصمتِ حكمة؟، أهنئك ..

ومعَ هكذا أجدني أقولُ بأنّ الصمتَ لغةٌ فصحى، واعذر استشهادي ببيتي:

لروحي أنا اليومَ صرتُ النجيّا

وحيداً وروحيَ والصمتُ دان

ففي شفتيه البيانُ جليّا

وفي شفتيّ البيانُ استكانْ

والصمتُ الفصيحُ غالباً ما يكونُ في دروبِ الشوقِ التي أشرتَ إليها وقرنتها بالحرمان، فالشوق لا يكونُ حرماناً إلا أعجمَ لغة الصمت، أتدري لمهْ؟

لأن الشوقَ خفقة، ولا يترجمها إلا خفّاقٌ بها، فإذا عدمَ المترجمُ وجبَ الإفصاح، وعدمت حكمة الصمت، فكان حرماناً ..

لك تحيتي وتقديري واحترامي

واعتذرُ عن الإطالة ..

.

.

.

قبةُ الديباج:)

ـ[حسن الغالبي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 09:05 م]ـ

أخي الغالبي

جزاك الله خيرا

وشاكر لك سؤالك

اعتذر عن التغيب لكنه أمر ليس بيدي وخارج عن إرادتي لاعن بغض وغضب حاشا لله

فلكم أشتاق إلى مسامرتكم ومناقشتكم ومطالعة إبداعكم

ولك عذر بعد عذر إن بدر مني ما ينم أني خرجت عن قاموس الأخوة أو خالفت ناموس المحبة

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت **** فإن صاحبها مشارك النكد

وأشكرك أخرى على سؤالك

أدام الله الود والمحبة

الأخ أبو سهيل

أدام الله علينا أخوتنا

وكفانا شرور أنفسنا وسيء

أعمالنا، وهدانا إلى دروب الخير

والفلاح، كل تقديري وحبي لشخصكم

الكريم، ولا شك في أننا هنا لنفيد ونستفيد

ونتبادل وجهات النظر، واختلاف الرأي لا

يفسد ما بيننا من أخوة الإسلام وتوحد التوجه

أتمنى لكم ولجميع من دخل معنا في نقاش كل

الخير، وكل السعادة والتوفيق، والإبداع.

ـ[حسن الغالبي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 09:26 م]ـ

قبّة الدّيباج

كم أسعدني تجوالك

في أعماق النص وإبداء

وجهة نظركم التي أحترمها

ولا شك في أنني قد أستفيد منها

في بعض ما جاء بها أما بعض

ما جاء فيها فهو من وجهة

نظركم كما أشرتم ومن

وجهة نظري كما

ورد في النص وبما أنني

أسبح في بحور الشعر فلا أخشى

الغرق، أرجو أن تغوصي في بقية

نصوصي لكي تفيديني بما تخرجين به

من لآلئ وأحجار تقبلي فائق احترامي وتقديري.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير