أرشيف منتدى الفصيح - 3

ولكنهم حينها كانوا منتظرين ما آل إليه ذلك الطابور ربما ليعرفوا أي طابور هو، .... و أكمل العم " و حينها شعرنا بحركة من حولنا وسمعنا كلمة تليها صرخة أولنا فثانينا إلى أن جاء دوري ..... وشعرت بالسقوط من مكان مرتفع " فصرخ الشبان " لا تقل .... يا عم " لكنه أكمل " كان ذالك الإحساس سريعا تابعه ارتطام ولعل أجساد الرفاق الأربعة وقتني من أرض البئر .... ولا أذكر بعدها كم استغرقت مدة إقامتي مغشيا علي بين أجساد الرفاق " حينها انهمرت الدموع بغزارة من الشبان وتابعوا صراخهم " لا تقل ...... " هو الآخر نزلت من عينيه دموع لكنها كانت من نوع آخر دموع بلون الدم ليقول " فتحت عيناي لأجد أكواما من الحجارة فوقنا أصابت مواضع عدة في أجسادنا لكنها لم تكن كافية لأنال مصرعي ...... " تنهد بصوت مرتفع " حجارة قاسية لعينة ..... ربما قست علينا لهجرانها قبل ذلك " قاطعوه صارخين " ولكن ليس بمثل هذا ترد القسوة يا عم " وتابع العم " نعم لم تكن لترحم حتى الأجنة الذين لم يبصروا النور " حينها خيم الصمت على الشبان فحتى الكلام لم يكن ليسعف موقفا كهذا و أدركوا حينها مصير المفقودين ولربما ما زالت كلمة عدو أكبر من أن تستوعبها عقولهم ..... لكن علا مات الاستفهام والحيرة لم يملكوا إلا و أظهروها بالنسبة للعم الذي أخذت أنفاسه بالتسارع وكأنها على وشك الانقطاع " لا أعرف إن كان لسوء حظي أو لحسن حظي أن أجساد الرفاق حمتني فالضربات التي تلقيتها لم تمنع هواء تلك اللحظات من التسلل لداخلي ...... ولم أملك سوى الصراخ حين رأيت المنظر ولكن حلاوة الروح دفعتني إلى أن أخلص نفسي من بين الجثث حتى الوصول للسلم القديم الذي كان قد تركه المالك به حينها استجمعت قواي وصعدت للسطح ولم أستطع أن أنظر نظرة وداع للأسفل ....... للرفاق، وتحاملت على نفسي إلى أن ......... " وتوقف صوت العم وتوقفت معه الأكسجين من الدخول في جوفه ولازال الصمت يخيم على الشباب الذين لم يستطيعوا النطق حينها لعله الخوف أو ربما الألم أو بالأحرى هي الفاجعة ........ ونظروا لذلك المكان من مكانهم وقال أولهم " ترى هل ستعود الحياة لتلك المنطقة " تبعته كلمات الثاني " لعلها ستعود بفعل دماء البئر " فردد آخرهم " وستنبت النباتات وبلا شك أن أزهارها ستكون برائحة الموت " وحملوا جثة العم ..... وهرولوا للابتعاد ولربما تمنوا الاستتار.

ـ[قمر]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 11:04 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

رائعة قصتك أختي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أجدت في صياغتها و حبكها و قرأة الحزن و الالم منها ...

و نحن دائما معكم بالدعاء .. فلا نحمل المزيد لنجود به.

و دمت للأمام ...