تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد كان ظهور التفسير الموضوعي كعلم مستقل بذاته بمثابة فتح لطالب العلم وللباحث، لذا رأيت قبل أن ألج إلى سورة النبأ وسورة تبارك أن أمهد بموجز عن هذا العلم الجديد مصطلحاً، القديم عملاً، خاصة أنني سأتبع لون التفسير الموضوعي عند تفسيري لهاتين السورتين.

ووقع اختياري على سورة النبأ لتكون موضوع البحث لما فيها من لطائف لفتت انتباهي ودروس تربوية للدعاة، وبناء للعقيدة، وهدم للوثنيات.

أما سورة تبارك فهي تجعل المتأمل فيها في حالة من اليقظة المستمرة، بعرضها لمشاهد الجنة والنار، وخطاب الملائكة للكفار، والنظر إلى آيات الله والتفكر فيها، من الطير الصافّة، والنجوم العالية، كما أنها تعرض الحكمة من خلق الموت والحياة.

وأسأل الله – عز وجل – أن يوفقني لما يوجب رضاه وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به الإسلام والمسلمين

الباحث

عدنان أحمد البحيصي

الفصل الأول: (التفسير الموضوعي)

ويضم ما يلي:

• أولاً: تعريف التفسير الموضوعي

• ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي

• ثالثاً: ألوان التفسير الموضوعي

• رابعا: أسباب ظهور التفسير الموضوعي

• خامساً: أهمية التفسير الموضوعي

أولاً: تعريف التفسير الموضوعي

يتألف مصطلح التفسير الموضوعي من جزأين مركبا تركيباً وصفياً.

التفسير لغة:

مصدر على وزن تفعيل، فعله الثلاثي " فَسَر" والفعل الماضي من المصدر " تَفَسَّر" مضعف بالتشديد، وهو " فسَّر يُفَسر تفسَيرا" أي هو الكشف والبيان والتوضيح للمعني المعقول وإزالة إشكاله وكشف مراد الله فيه (2).

في الاصطلاح:

علم يكشف به عن معاني آيات القرآن وبيان مراد الله تعالى حسب الطاقة البشرية (3).

الموضوعي:

الموضوع لغة: مشتق من الوضع.

والوضع: جعل الشيء في مكان ما، سواء كان ذلك بمعنى الحط والخفض أو بمعني الالتقاء والتثبت في المكان.

الأول: وضع مادي حسي، ومنه: وضعه على الأرض، بمعني حطه وإلقائه وتثبيته عليها.

الثاني: وضع معنوي، ومنه: الوضيع، وهو الدنيء المهان الذليل، الذي قعدت به همته أو نسبه، فكأنه ملقى على الأرض، موضوع عليها: لا يفارق موضعه الذي التصق به أي أن النوعين يلتقيان على البقاء في المكان وعدم مفارقته، أي أن التفسير مع الموضوع لا يفارقه (1).

أما تعريف مصطلح التفسير الموضوعي:

هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر (2).

ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي

لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله ? (2).

وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.

فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.

وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا (1).

وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.

ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات (2).

ثالثاً: أقسام التفسير الموضوعي

• أقسام التفسير الموضوعي:

ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:

القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير