تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ملاحظات على تحقيق"الاكتفاء "لأبي الطاهر]

ـ[الجكني]ــــــــ[12 Aug 2006, 10:26 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب هذا المقال هو:"الاكتفاء في القراءات السبع المشهورة "للإمام أبي الطاهر إسماعيل بن خلف، (ت:455) صاحب كتاب " العنوان "الذي هو من أصول "النشر " 0

هذا الكتاب القيّم هو من "الدرر" نظراً لمكانة مؤلفه وشيوخه 0ومع هذه المكانة إلا أنه ظل "مخطوطاً " حتى سنة (1423) حيث امتدت إليه يد إحدى الباحثات وتقدمت به للجامعة الأمريكية المفتوحة لشهادة"الدكتوراه" وانتهت منه سنة (1425) وأخذت عليه الشهادة المذكورة بمرتبة الشرف الأولى 0وكان كاتب هذه الحروف أحد أعضاء لجنة المناقشة التي تمت صباح يوم 16/ 12/1425في مبني الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة 0

ثم وجدته قبل أيام من الآن مطبوعاً بتحقيق د/ حاتم صالح الضامن،في طبعته الأولى سنة (1426) عن طريق:دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع 0

وفرحت كثيراً؛ليس لنفسي وإنما لأهل القراءات حيث إنهم أصبح بإمكانهم الحصول على هذا السفر القيّم في القراءات 0

ثم ماذا؟

بدأت أقرأ في الكتاب،مع أني قد قرأته قبل ذلك كاملاً بسبب المناقشة المذكورة وقلت لعلي أجد فائدة؛خاصة وأن "محققه " أعرفه من خلال تراثه وتحقيقاته التي لا يشك فيها ولا يقلل من مقدارها ومكانتها إلا "حاسد " أو "جاهل " وأعوذ بالله أن أكون واحداً منهما 0

ثم ماذا؟

أخذت أسجل بعض ما رأيته جديراً بالذكر، وهو كالتالي:

1 - لم ألاحظ أي شيء له علاقة ب "التحقيق " قام به الدكتور الفاضل،غير إخراج "النص " سليما ً" مصححاً " وهذا فيه وقفة بعد قليل 0

2 - اكتفى المحقق بالتوثيق عند أول كل باب بذكر مرجعين أو ثلاثة من كتب القراءات كالتيسير والعنوان والتذكرة 0

فهل هذا يسمى "تحقيقاً "؟

هناك مسائل وقف فيها العلماء مع صاحب الكتاب لم أر "المحقق " الفاضل تعرض إليها أو أشار إليها،وهو معذور في ذلك لأنه – حسب علمي القاصر – ليس من أهل هذا الفن أصلاً،وجزاه الله خيراً على خدمته لكتاب "تكاسل عنه أهله" 0والإعتراف بالفضل لأهله من شيم الكرام 0الذين أرجو من الله أن أكون منهم 0وقبل أن أذكر تلك المسائل أقول:

أول ما يلاحظ هنا هو:

1 - أن الكتاب حقق "على نسخة فريدة " لكن عند "المحقق الفاضل " سقطت منها ورقتان،استدرك ما فيهما وأكمله من كتاب "العنوان لنفس المؤلف0

2 - أن "المحقق" عندما ذكر "نماذج " من المخطوط،ذكر نفس الأوراق التي ذكرتها المحققة الفاضلة فماذا يعنى هذا؟؟

إن "المحقق " أكاد أجزم بأنه "اعتمد اعتماداً كلياً على رسالة الباحثة المذكورة ولا أقول اعتمد عليها في التعليقات،لا،بل إعتمد عليها في "نص الكتاب " بدليل:

1 - بداية الأسطر ونهايتها في غالب الكتابين واحدة،وقد عددت ذلك فتجاوز (100) سطر ثم توقفت للكسل،وباستطاعة من عنده نسخة من الرسالة الوقوف على ذلك،فهل يعقل هذا؟ أهو من باب "وضع الحافر على الحافر " أم ماذا؟

وحتى لا أكون مجازفاً:في الأسطر التي لا تتفق نهاياتها يكون الخلاف في كلمة أو كلمتين فقط،وعند التدقيق رأيت أن السبب هو الاختلاف في (حجم) الأقواس وذكر السور في المتن،أما الأسطر التي ليس فيها هذا فهي متفقة بداياتها ونهاياتها ولا أتهم المحقق ولا غيره بشيء إنما أقول ما لاحظته 0

2 - التزم "المحقق " الفاضل باستدراك ما سقط من النسخة الخطية أن يذكره من كتاب "العنوان " ويجعله بين قوسين ويشير إلى ذلك،ولكن في ص 24س1جاء في الكتاب:" شيخنا على أبي " وكلمة "أبي " سقطت منه،وقد قام الباحثان بوضعها بين قوسين،والمحققة الفاضلة أشارت إلى عدم وجود الكلمة في الأصل، أما المحقق الفاضل فلم يعلق بشيء مع أنه كثيراً ما تدخل في النص 0

3 - هناك سطر كامل ليس في الأصل،كتبته المحققة في الحاشية وأشارت إلى أنه سقط من الأصل، لكن المحقق كتبه في المتن ووضعه بين قوسين،وهو نفس ألفاظ المحققة إلا أنه بدل كلمة "سكون " ب "إسكان " انظر ص:79

4 - وقع في نفس ما وقعت فيه من عدم الاستدراك على المؤلف في المسائل التي لابد منها،وهذا كما في سورة "العلق " حيث جاء في "الاكتفاء " ما نصه:"أن رأه استغنى " بغير ألف بعد الهمزة في وزن (رعه) 0انتهى،ويلاحظ أن الإمام لم يذكر صاحب القراءة،وهو قنبل، وفات المحققين الفاضلين الاستدراك هذا 0

بقي أن أقول: جاء في ص 31 س16"انفرد عاصم " وهو خطأ من ناسخ النسخة المحققة وليس من ناسخ المخطوط الأصلي بدليل وجوده فيها 0والصواب "حفص " بدل عاصم 0

هذه ملاحظات كتبتها على عجل ولعلي أعود إليها لاحقاً إن شاء الله 0

أما الأستاذ الدكتور حاتم حفظه الله فأقول له: جزاك الله خيراً على ما قدمت لأهل القراءات فعرفناك من خلال "تهذيب " الداني،والآن من "اكتفاء " أبي الطاهر،فنسأل الله أن يجعل ذلك كله في ميزان حسناتك ويصرف عنا وعنك كل مكروه 0

وأخيراً:مهما قدمت من ملاحظات:فيبقى الدكتور حاتم هو الشيخ ويبقى كاتب هذه الحروف هو التلميذ، وهذا والله حقيقة لا مجازاً ولا تواضعاً كذاباً 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير