تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أدب الجوار في مدينة سيّد الأبرار لمحمد فاضل ابن الطاهر

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[07 Jul 2006, 10:15 ص]ـ

أدب الجوار في مدينة سيّد الأبرار لمحمد فاضل ابن الطاهر

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا ورسوله

وبعد:فإن حقوق المدينة المنورة مما ينبغي التذكير بها والتشرف بالتحدث حولها ويتأكد ذلك على من رزقه الله نعمة الإسلام ونعمة محبتها والسكن فيها أو حولها وذلك لأنها بلد الحبيب صلى الله عليه وسلم وبلد الإيمان والإحسان وفيها تنال الأوطار وتحط الأوزار وينال بالصبر على لأوائها وشدتها أعظم المنى بشفاعة السيد المختار محمد عليه من الله أزكى الصلوات وآله الأطهار.

قال المجد الشرازي رحمه الله: (وبعد فإن العناية بالمدينة الشريفة متعينة والرعاية لعظيم حرمتها لكل خير متضمناً والوسيلة بنشر شرفها شائعة والفضلية لأشتات معاهدها جامعة لأنها طابة ذات الحجرة المفضلة ودار الهجرة المكملة وحرم النبوة المشرف بآيات المنزلة والبقعة التي تهبط الأملاك عليها، والمدينة التي يأرز الإيمان إليها والمشهد الذي تفوح أرواح نجد من ثياب زائريه والمورد الذي لا تروى من الشوق إليه غُلَّتُ وارديه والبقعة التي خصها الله تعالى بالنبي الأطهر والحومة التي فيها الروضة المقدسة بين القبر والمنبر والتوبة التي سمت على الآفاق بساكنها وفَضُلت على جميع بقاع الأرض بالبقعة التي هي أفضل أماكنها.

بقعة ضمت الرسول تسامت ..... وعلا قدرها على الآفاق

فهي عند الجميع لا شك خير ........ من جميع الثراء على الإطلاق.

وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل وتردد فيها الأمين جبريل واشتملت تربتها على جسد سيد البشر وانتشر عنها من دين الله ما انتشر مدارس آيات ومساجد صلوات ومشاهد خيرات ومعاهد معجزات مناسك دين ومسالك تمكين مواقف سيد المرسلين ومتبوأ خاتم النبيين حيث انفجرت النبوة وأين فاض عبابها ومواطن مهابط الرسالة وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها أن تعظم وتستنشق نفحاتها وتقبل ربوعها وساحتها

هذا ولما كانت طابة الطيبة الطاهرة بتلك المكانة السامقة أردت أن أبرز بعض النقاط المتعلقة بها راجيا من المولي جل جلاله وعظم سلطانه أن لايحرمنا من التأدب والتخلق فيها بالأخلاق الكريمة الفاضلة وأن نكون ممن أحسن فيها الأدب والجوار لتحط عنا الأوزار وسأتناولها حسب النقاط التالية:-

1 – أسماء المدينة المنورة

2 - فضل المدينة المنورة

3 - الترغيب في سكنى المدينة المنورة

4 - تطهير المدينة من المعاصي وأهلها

5 - إكرام أهل المدينة المنورة

6 - رعاية الضعفاء بالمدينة المنورة

7 - بعض آداب الجوار بالمدينة

أولا:- أسماء المدينة المنورة

لقد وردت للمدينة أسماء كثيرة وذلك يدل علي شرفها وفضلها لأن كثرة الأسماء للشيء الواحد تدل على عظم المسمى وإليك بعض هذه الأسماء:-

1 - يثرب: وسميت به المدينة قديما لأن أول من سكنها رجل من العمالقة يسمي يثرب، وبعد هجرة النبي صلي الله عليه وسلم سماها بطابة ونهي عن تسميتها يثرب لأنها مؤخوذة من التثريب وهو الشتم والسب فترك المسلمون تسميتها "يثرب"، إلا أن المنافقين ظلوا يدعونها يثرب كما ذكرالله تعالي عنهم {يأهل يثرب لامقام لكم فارجعوا.

2 - الإيمان قال تعالى {والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من

هاجر إليهم، وقد ورد في الأثر أن الله سماها الدار والإيمان فهي بلد الإيمان والحياء.

3 - بيت الرسول صلي الله عليه وسلم ذكر ذلك بعض المفسرين في قوله تعالي (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق).

4 - الجابرة: لأنها تجبر الكسير وتغني الفقير وأجبرت البلاد على الإسلام

5 - الجُنة الحصينة والدرع الحصينة وقد ورد ذلك في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم يوم خروجه لغزوة أحد قال (كأني في درع حصينة وكأن في سيفي ثلمة وكأن بقرا ً تذبح.

6 - الحبيبة: لقوله صلي الله عليه وسلم (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد.

7 - الحرم: وقد ورد في البخاري (المدينة حرم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير