تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي مرحلة الدفاع أي بعد نزول الإذن من الله به فلن يستطع إنفاذ القتال المأذون به ليجعل المسلمين عمليا في مرحلة التنفيذ غير رسول الله ? الذي يتلقى الوحي يأمره ربه بإنفاذه على فلان وفلان أو على طائفة معلومة أو على أصحاب قرية معلومة من الكفار، وإذا خرج الرسول والصحابة لإنفاذه فقد خرجوا في سبيل الله وجاهدوا في سبيل الله فإن قاتلوا ففي سبيل الله الذي أمرهم بتلك الغزوة كما هي دلالة قوله ? ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ? الحشر 5 يعني أن الله أذن لهم بذلك أي أمرهم به، والمقتول منهم هو المقتول في سبيل الله لا غيره.

إن الرسول ? لم يخرج من بيته غازيا أو يجهز سرية أو يبعث بعثا إلا طاعة لله الذي أمره بتلك الغزوة أو السرية بذاتها وكما هي دلالة قوله:

? ? كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ? الأنفال 5

? ? وإذ غدوت من أهلك تبوّئ المؤمنين مقاعد للقتال ? عمران 121

? ? يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ? الأنفال 24

? ? ويقول الذين آمنوا لولا نزّلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال ? القتال 20

? ? وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله ? التوبة 86

? ? يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ? التوبة 38

? ? وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ? عمران 167

ويعني أول الأنفال وأول عمران أن الله قد أمر رسوله بالخروج من بيته إلى العدو بالحق وهو الوحي من الله، وأن النبي ? لم يخرج من بيته اجتهادا منه أو قصد الإنتقام من قريش، وقد أعلن النبي ? هذه الكليات الكبرى قبيل غزوة أحد بحديثه " ما كان لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله " أي لن يلبسها إلا بأمر الله أي بوحيه ليخرج إلى الجهاد (في سبيل الله) لقتال عدو الله ولن يتخلف النبي ? عن أمر الله ولن يضعها حتى يحكم الله أي بالوحي إليه كذلك.

ويعني ثاني الأنفال أمر الذين آمنوا بطاعة الله ورسوله إذا دعاهم لما يحييهم وهو الجهاد في سبيل الله لما في القتل في سبيل الله من الحياة البرزخية كما في قوله ? ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ? عمران 169 ومن المثاني معه قوله ? ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ? البقرة 154.

ويعني حرف القتال وثاني التوبة أن الإذن بالقتال في سبيل الله متجدد لن يقع الإذن بإنفاذه إلا إذا أنزلت سورة يأمر الله فيها بإنفاذه على عدو معلوم مخصوص، وأن الوحي هو الذي يأمر النبي ? بالقتال في كل مرة، وإلا لما تمنى الصحابة بعد منتصف العهد المدني أن ينزل الله سورة يأمر فيها بالقتال، ولما تجدد في السنة التاسعة بعد الهجرة نزول حرف التوبة يأمر بالجهاد مع النبي ? في غزوة تبوك بعد نزول الإذن الأول في حرف الحج في السنة الثانية من الهجرة، ولقد كان بعض الصحابة الذين لم يحضروا بدرا قد عاهدوا الله أن يصدقوا في اللقاء ليكرمهم بالقتل في سبيل الله إذا أذن الله لنبيه ? بقتال آخر وتأخر عنهم الإذن سنة كاملة حتى نزل الإذن بالقتال في غزوة أحد، وأي من الصحابة يومئذ كان يملك شرعية أن يضرب رأس من قدر عليه من الكفار أو يغتاله، ولقد استأذن بعض الصحابة النبي ? ليأذن لهم بضرب رؤوس بعض الكفار والمنافقين فلم يأذن، ولو فعلوا دونما إذنه لما كان في سبيل الله، كما لم يكن قتل خالد بن الوليد ـ وهو من أمراء الجند في فتح مكة ـ بعض المشركين من القتال في سبيل الله، وإنما أعلن النبي ? براءته مما صنع خالد، وودى القتلى، وهل يصح اعتقاد أن النبي ? قد تبرأ من قتال في سبيل الله.

ويعني القول المجهل " قيل " في أول التوبة وثاني عمران أن الوحي كان يتنزل في كل مرة يأمر الله فيها بالقتال أوالنفير في سبيل الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير