وبالجملة فاحتجاج محمد الصابوني المذكور بهذا الأَثر, أَثر الحسن – رحمه الله تعالى-: فيه جهل بمنزلته سنداً, وتحريف ظاهر للفظه. أَما ورود هذا الأَثر بهذا اللفظ في مراجع أُخرى فهذا محل بحث.
* * *
ثانياً: مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها
إِن أَعظم خطر في الكتب الثلاثة: ((الصفوة)) و ((المختصرين)) هو تحريفه () لتفسير آيات في صفات الله عزَّ وجلَّ خلافاً لعقيدة السلف بما لا يقول به الإِمامان الحافظان: ((ابن جرير)) , و ((ابن كثير)) –رحمهما الله تعالى-, وإِخراجه لهذين المختصرين على أَن هذا مختصر ما يقرره ((ابن جرير)) , وذلك مختصر ما يقرره ((ابن كثير)) , وصفوة ما لدى السلف وهم من تأْويل الخلف برآء, وقد علم أَن ابن جرير, وابن كثير يجريان التقرير لآيات الأَسماء والصفات على قاعدة السلف المطردة: الإِيمان بحقائقها () على الوجه اللائق بالله تعالى, وإِجراؤها على ظاهرها من غير تكييف, ولا تمثيل, ولا تحريف (). والمتعين أَن المخْتَصِرَ لا يخالف ما قرره صاحب الأَصل, بل المحافظة والالتزام بنصه, كما أَن تقرير الخلف في ((الصفوة)) نسف لمذهب السلف فلا حول ولا قوة إِلا بالله العزيز الحكيم.
وعليه: فإِننا نقول وننبه, وننشر, ونعلن, أَن هذا الاختصار لتفسير ابن جرير, وتفسير ابن كثير مسخ لهما عن مكانتهما السلفية, والجادة المأْثورة لما تراه من التأْويل, والتحريف, ولذا فإِن نسبتهما إِلى ابن جرير, وابن كثير نسبةٌ غير موثوقة, ولا مأْمونة, وهما مما يخالف نصهما بريئان منه لمخالفته منهج السلف الذي انتهجاه في تفسيرهما على أَحسن تقويم, أَخذاً بمسلك الصحابة – رضي الله عنهم, ومن تبعهم بإِحسان - وإِن ما تراه من نماذج في هذا البحث وفي البحث بعده هي أَدلة عينية على ذلك فلينتبه.
ولا نعرف على مدى التاريخ مَن احترف التلبيس فسطى على تفسير ابن جرير, وتفسير ابن كثير, فنصب في سطورهما باسم الاختصار عوامل التحريف, والتبديل قبل هذا العمل الذي أَثار الهرج, وآذى المهج.
ونحن ننصاحه, والمنازعة له في السوأَة التي لا تغتفر وهي نسبة هذا التحريف ((التأْويل الخلفي)) إِلى ابن جرير, وابن كثير تقولاً عليهما بما لم يقولاه, وهل هذا إَلا إِسقاط لِلْعُمَدِ من كتب السلف, وإِلى نماذج في مخالفة منهج ابن جرير, وابن كثير:
1 - تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ? الآية. ((صفوة التفاسير)): (1/ 24). وفي كشفها تنبيهات: (ص / 113).
2 - تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ? اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ? الآية. ((صفوة التفاسير)): (1/ 36). وفي كشفها: ((تنبيهات)): (ص / 71, 73).
3 - تحريفه لمعنى استواء الله تعالى, وعلوه على خلقه – سبحانه - في آيات من كتابه الكريم. ((صفوة التفاسير)): (1/ 46, 162) , (2/ 114).
وفي كشفها: تعقيبات: (ص / 9) , وتنبيهات: (ص / 114).
4 - تحريفه لمعنى صفة السمع في قول الله تعالى: ? قَدْ سَمِعَ اللَّهُ ? الآية.
((صفوة التفاسير)): (3/ 335). وفي كشفها: تعقيبات: (ص / 24).
5 - تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ?َالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ?, وقوله تعالى: ?خَلَقْتُ بِيَدَيَّ? في نظائر لهما.
ولكشفها: تعقيبات: (ص / 18, 19) , وتنبيهات: (ص / 115, 119).
6 - تحريفه لمعنى صفة التعجب لله سبحانه وتعالى, في قوله تعالى: ?أَنَّى يُؤْفَكُونَ? في نظائر لها. ((صفوة التفاسير)): (1/ 345, 531). وفي كشفها: تعقيبات: (ص / 6, 7).
7 - تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ?وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ? الآية. وفي نظائر لها من الآيات المثبتة صفة الكلام لله سبحانه. ((صفوة التفاسير)): (1/ 213) , (2/ 208) , (3/ 110, 117, 221). وفي كشفها: تعقيبات: (ص 4, 9) , تنبيهات: (ص / 113, 118).
8 - تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ? إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ? الآية. ((صفوة التفاسير)): (3/ 71). وفي كشفها: تعقيبات: (ص / 18).
¥