تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - ورد في كتاب التعريف بكتاب الصابوني ((صفوة التفاسير)) على كل مجلدة من مجلداته الثلاث ما نصه: (صفوة التفاسير, تفسير للقرآن الكريم, جامع بين المأْثور, والمعقول مستمد من أَوثق كتب التفسير: الطبري, الكشاف, القرطبي, الأَلوسي, ابن كثير, البحر المحيط وغيرها. ووَجه الملاحظة في هذه العبارة أَن تفسير الكشاف إِنما أَلفه الزمخشري على أُصول المعتزلة كما بينه أَئمة العلم, وحذروا من دسائسه فيه, وتفسير الأَلوسي وإِن احتوى على كثير مما لا يُستغنى عنه في التفسير فقد شانه بما فيه من تحريفات المتصوفة للقرآن المسماة بالتفسير الإِرشادي يأْتي بها بعد فراغه من الكلام على تفسير الآيات, ويقول في مقدمة تفسيره (1/ 8): فالإِنصاف كل الإِنصاف التسليم للسادة الصوفية الذين هم مركز للدائرة المحمدية ما هم عليه واتهام ذهنك السقيم فيما لم يصل لكثرة العوائق والعلائق إِليه:

وإِذا لم تَر الهلال فسلِّم ** لأُناس رأَوه بالأَبصار

ويقول الأَلوسي: (1/ 142, 143) بعد أَن نقل عن ابن عربي قوله في فتوحاته في تفسير سورة الفاتحة: ((فإِذا وقع الجدار, وانهدم السور, وامتزجت الأَنهار والتقى البحران وعدم البرزخ صار العذاب نعيماً, وجهنم جنةً, ولا عذاب ولا عقاب إِلا نعيم وأَمانٌ بمشاهدة العيان)). يقول الآلوسي بعد نقل هذا الكلام الغريب: ((وهذا وأَمثاله محمول على معنى صحيح يعرفه أَهل الذوق لا ينافي ما وردت به القواطع. ثم قال: وإِياك أَن تقول بظاهره مع ما أَنت عليه, وكلما وجدت مثل هذا لأَحد من أَهل الله تعالى, فسلِّم لهم بالمعنى الذي أَرادوه مما لا تعلمه أَنت ولا أَنا لا بالمعنى الذي ينقدح في عقلك المشوب بالأَوهام, فالأَمر والله وراء ذلك)). فهذان التفسيران ماداما كذلك فلا يصح إِطلاق القول عليهما بأَنهما من أَوثق كتب التفسير هذا بالنسبة إِلى ما سماه الصابوني من المصادر التي يعتبرها أَوثق التفاسير. وحاشية الصاوي التي وصل من الانحراف فيها إِلى القول بأَن الأَخذ بظاهر القرآن, والحديث أَصل من أُصول الكفر, وإِلى إِجازة الاستغاثة بغير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه إِلا الله عز وجل, وإِلى دعوى أَن قول الله تعالى في سورة فاطر: ? أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ? نزل في فرقة بأَرض الحجاز يقال لهم ((الوهابية)) كما أَن من مراجع الصابوني بعض كتب المعتزلة. فلا يليق ما دام الأَمر هكذا إِطلاق القول بأَن هذه المراجع من أَوثق التفاسير.

2 - جاء في ((تفسير الصابوني)): (1/ 111) , تفسير الرحمن الرحيم في قوله تعالى: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ? بقوله: ((مُولي النعم, ومصدر الإِحسان)). والواجب إِثبات صفة الرحمة لله تعالى بدون تأْويل.

3 - صرح الصابوني في ((تفسيره)): (1/ 135) بأَن الجهاد إِنما شُرع دفعاً للعدوان, وردعاً للظلم والطغيان, ولم يتعرض لكونه لإِعلاء كلمة الله تعالى.

4 - ورد في كتاب الصابوني, ج3, في الكلام على قصة النبي داود -عليه السلام- ما نصه: (ونحن نعلم قطعاً أَن الأَنبياء معصومون من الخطايا إِذ لو جوزنا عليهم شيئاً من ذلك لبطلت الشرائع, ولم نثق بشيء مما يذكرون). والواجب فيما جاء في القرآن من إِثبات الخطايا للأَنبياء الاقتصار على ما في القرآن من ذلك وعدم تعديه إِلى ما في الإِسرائيليات, وإِلى توسعات مَن لم يوفق من المفسرين في ذلك. قال شيخ الإِسلام في ((منهاج السنة)): (1/ 226): (قد اتفق المسلمون على أَنهم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى قال: وبهذا يحصل المقصود من البعثة). ولو راجع الصابوني ما كتبه شيخ الإِسلام ابن تيمية في هذا الباب لم يقع في ذلك. فرأْيي إِعادة طبع الكتاب مجرداً من الأَخطاء المحتوي عليها, ومن أَنواع المجاز التي توسع فيها. ومن توثيق أَي مرجع لا يليق توثيقه والله ولي التوفيق.

إِسماعيل بن محمد الأَنصاري

باحث في دار الدعوة والإِرشاد بالرياض

العلماء يبينون أَخطاء الصابوني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير