تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم أورد أسانيد هؤلاء القراء الثمانية، وأسماء الرواة عنهم، وطرق رواياتهم، في تفصيل وفضل بيان، في باب خاص من الكتاب بعد المقدمة مباشرة.

ثم جعل بعد هذا الباب فصلاً خاصاً ذكر فيه قراءته هذه القراءات على جماعة مختلفين من القراء، منهم أبو عبد الله اللاَّلَكائي إمام جامع البصرة ومقرئ أهلها، الذي قرأ عليه سنة 392 هـ بحرف أبي عمرو بن العلاء، وعرض هذه القراءة بعينها مرات كثيرة على أبي الحسن ابن بندويه.

وزاد فذكر دخوله الأهواز، وظفرَه هناك بشيخه وأستاذه الأكبر أبي الحسن الكُرَيْزِي، وتعليقَه هذه القراءات عنه بوجوهها ورواياتها وطرقها، ومنالَه إجازتَه برواياتها عنه وإقرائها. ثم ساق في تفصيل دقيق جميع هذه الروايات والطرق ووَالَى إيراد سائر أبواب الكتاب وفصوله، مثل» باب في الحروف ومدارجها وألقابها ومخارجها «، ومثل» أبواب الإدغام «و» أبواب الهمزة «، ومثل» فصل في القرآن واشتقاقه «، وغيرها من أصول علم القراءات وسُنَن اللغة العربية وقواعدها، إلى آخر محتوى الكتاب الغني بالعلم والفوائد والفرائد في علم القراءات وعلوم العربية.

® ® ®

وقد اضطلعنا بتحقيق هذا الكتاب النادر النفيس تحقيقاً علمياً، حسب منهج علمي دقيق قويم، اتبعناه في كل أعمالنا في إحياء ذخائر التراث العربي الإسلامي، بأمانة علمية خالصة، والتزام بالصدق الذي يبين الحق والحقيقة.

واعتمدنا في تحقيقه على نسخته المخطوطة الوحيدة الفريدة، المحفوظة في الخزانة الحسنية المباركة، الكائنة في رحاب القصر الملكي العامر بالرباط برقم (9867)، وهي الخزانة الغنية التي تزخر وتفخر بالنفائس والنوادر من ذخائر التراث العربي الإسلامي المخطوطة.

وهذه النسخة من الكتاب قديمة قيمة، مكتوبة بخط نسخ مشرقي جميل، واضح الحروف، مضبوط بالشكل، نقدر أنه من خطوط القرن السادس من الهجرة في العهد السلجوقي. وقد أصاب البِلى المخطوطة من القِدَم، فتفككت وتبعثرت أوراقها، واختلط بعضها ببعض، فاختلّ ترتيبها، وتقدم بعضها عن موضعه وتأخر بعضها، ثم جمعت هذه الأوراق المبعثرة، وجلّدت مرة ثانية على اختلالها، من غير ترتيب، إذ لم يكن فيها علامات» التعقيبة «التي كانت تقوم مقام الترقيم العددي في أوراق المخطوطات العربية القديمة. ومن نِعَم الله تعالى وتوفيقه أنه لم ينقص من الأوراق شيء.

وقد اكتشفت هذا الاختلال في ترتيب أوراق المخطوطة حين طالعتها أول مرة، فعمدت إلى تصويرها على الورق، واشتغلت جاهداً في ترتيبها أياماً طوالاً، حتى تيسر لي، بعد جهد جهيد، إعادة الأوراق إلى نصابها الصحيح في الترتيب، وعادت المخطوطة صحيحة تامة من غير نقصان في نسختي المصورة التي اعتمدت عليها في تحقيق الكتاب وإحيائه.

وقامت دار الفكر بدمشق بطبع هذا السفر النادر النفيس بتحقيقنا طبعة أنيقة، تليق بقيمته العلمية وفائدته الجلّى في باب قراءة القرآن الكريم، كتاب الله العظيم. وقد حظي بعناية خاصة من مدير هذه الدار الشهيرة العريقة، الكاتب العالم الأستاذ محمد عدنان سالم، جزاه الله تعالى خيراً، ولَقَّاه بِراً، على صنيعه واهتمامه بآثار الثقافة العربية الإسلامية.

"المرشد في تهذيب وقوف القرآن"

هذا هو الكتاب الثاني الذي وصلنا من آثار الإمام العُماني. وقد ذكره شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الجَزَري المتوفى سنة 228 هـ، في كتابه الكبير "غاية النهاية في طبقات القراء"، خلال ترجمة الإمام العُماني. وأشار إلى كتابين له في الوقف والابتداء في قراءة القرآن، ودَلّ على إحسانه وإجاداته وإفاداته. قال الجزري:» له في الوقوف كتابان: أحدهما "المغني" والآخر "المرشد"، وهو أتمّ منه وأبسط «([73]).

وقد اهتم العلماء من القراء واللغويين والنحويين وغيرهم بموضوع الوقف والابتداء في تلاوة القرآن، حين بداية اهتمامهم بتفسير معانيه سواء. وتوالَوا في التأليف فيه جيلاً بعد جيل، فجمعوا مسائله، وبينوا تقاسيمه وأحكامه، وشرحوا عِلَلَه حسب العلاقات الرابطة بين أجزاء الكلام، وتمام جمله، وختام معانيه في آيات القرآن. ومن أشهرهم أبو حاتم سهل بن محمد السِّجِسْتاني المتوفى سنة 255 هـ. وقد اعتمد الإمام العماني على كتابه، ورجع إليه كثيراً. يتبين لنا ذلك من نقوله الكثيرة عنه، ولم يصلنا هذا الكتاب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير