تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فرجل له مثل هذه الخزانة المتنوعة الغنية يصهر إلى مثل هذا الأستاذ البارع في القراءات وعلومها ويوصف بـ "الأستاذ الكبير ذي النحو الغزير ... إلخ" هل من المقبول أن يعتبر في زمنه نكرة من النكرات، فضلا عن أن يوصم لدى بعض من كتبوا عن التقييد المنسوب إليه في وقف القرآن الكريم بالجهل بمبادئ العربية ولم يقرا المقدمة الأجرومية ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn7)) ؟

إنه إذن بشهادة الإمام المنجور (928 - 995هـ) "الأستاذ الكبير ذو النحو الغزير، الفقيه الفرضي"، هذه التحليات الأربع التي التزم بوصفه بها في مواضع عديدة من فهرسته ([8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn8))، وذلك منه يدل على أنها ليست من قبيل المجازفة والنعوت الجاهزة التي اعتاد المؤلفون إرسالها بغير قيد ولا سند من واقع حال كثير ممن يترجمون.

ج- أما الإشارة الثالثة الدالة على رسوخ قدمه في الفن واعتبار علماء هذا الشأن لمذاهبه في قضايا القراءة وعلومها فتتعلق بالنقول التي نجدها عند طائفة من الأئمة في مسائل من خلافيات الرسم والضبط، وربما كانت له في ذلك رسائل صغيرة أو مقيدات أثرت عنه ذهب بها الزمان كما ذهب بكثير من آثار علماء العصر – فمن ذلك مجموعة من النقول عنه وقفت عليها على حاشية "تقييد على ضبط الخراز" من شرح أبي زيد عبد الرحمن القصري الشهير بالخباز وبالفرمي - الآنف الذكر في شراح تفصيل عقد الدرر لابن غازي - ([9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn9))، فقد جاء فيه عند قول الخراز:

فضبط ما حقق بالصفراء

نقط وما سهل بالحمراء

قوله: قال الهبطي: "قوله "فضبط ما حقق بالصفراء أي: فصورة ما حقق بالصفراء، وأما الضبط حقيقة فهو كناية عن شكل الحرف".

وقال في تعليق آخر في التقييد نفسه: "قال الهبطي – رحمه الله -: "النقط في "موجلا" وما في معناه عبارة عن الحركة لا عن الهمز، بدليل نصهم على جعل النقطة في "أؤنبئكم" أمام الواو، إذ لو كانت عبارة عن الهمز لكان على الواو، إذ المضموم غير ألف، والهمز يكون فوقه، نحو "يكلؤكم"و"سنقرئك" ([10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn10)).

- ووقفت على نحو من هذا في اهتمامه بالرسم ومسائل الخلاف فيه في التقييد الآنف الذكر الذي قيده محمد بن العربي الكومي المعروف بالغماري عن أستاذه وشيخه أبي عبد الله بن مجبر صاحب ابن غازي بفاس جاء فيه قوله عند قول الخراز: "ما جاء من أعرافها لمربما .................. :

"وأما الآخر وهو "بضاعة مزجاية" فذكر عن الأستاذ أبي عبد الله الهبطي – رحمه الله – أنه كان يقول بإثباته كالأول، فيثبت الطرفين وبحذف ما عداهما" ([11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn11)).

- ووقفت على طرف من مباحثه في الفن أيضا عند الإمام أبي زيد بن القاضي في فرش الحروف من "الفجر الساطع" عند قول ابن بري: "وإنما النسي ورش أبدله ..... قال ابن القاضي:

"وجدت في بعض التقاييد: "وأما النسي فيفرق بينه وبين "بالسوء" و "النبيء" قال الهبطي: "النسي لورش بالوقص والشد، وليس كذلك "بالسوء" و"النبي" ([12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn12)) لأن النسي مبدل في الحالتين بخلافهما فإنهما في الوصل خاصة، و"النسي" لقالون عقص، وكذلك "أوزعني"، ولورش وقص، قال: نصوا عليه ولم أره – انتهى ([13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101491#_edn13)).

أفلا تدُلُّ هذه النقول في موضوعي الرسم والضبط على إمامة للشيخ الهبطي في الفن؟ ثم ألا يدل اعتماد مثل ابن مجبر له وهو غالبا من تلامذته، ثم من بعده كأبي زيد الفرمي الخباز والغماري وابن القاضي – على مكانة من التحقيق والحذق مشهود له بها من لدن أهل هذه الصناعة؟ أو ليس أهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل؟

د- الإشارة الرابعة تتعلق بأخذ عدد من المبرزين من أصحاب ابن غازي عنه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير