ودلالتها على إمامته ومكانته واضحة، لأنهم إن كانوا قد أخذوا القراءة أو العربية أو غير ذلك مما كان مبرزا فيه مع وجود ابن غازي بالحضرة فهذا دليل ساطع على نبله وعلو كعبه. وإن كان أخذهم عنه بعده مع جلالة أقدارهم وتلقيهم عنه للقراءات السبع وعلومها ولعامة علوم الرواية وإجازتهم بذلك كما تقدم فهو أعظم دلالة على ما ذكرناه له، ومن استعراض أسمائهم كما ذكرهم الإمام أبو العباس المنجور نجد أنهم الصفوة المعتبرة من رجال مدرسة ابن غازي، فمنهم:
1 - عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الدكالي: ....
2 - عبد الواحد بن أحمد بن يحيى الونشريسي: ....
3 - علي بن عيسى أبو الحسن الراشدي الأستاذ النحوي: ...
4 - أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم أحد أكابر أصحاب ابن غازي ....
5 - محمد بن علي بن عدة أبو عبد الله العدي الأندلسي: ...
أمع أخذ أمثال هؤلاء الأعلام عنه يكون مثل أبي عبد الله الهبطي نكرة من النكرات؟ أم يبقى هناك مجال لاتهامه بقصر الباع في العلم أو ضعف المنة في العربية؟.
لقد تعمدت الاسترسال في هذا البيان لأوكد إن كان الأمر يحتاج إلى تأكيد على أن الرجل كان من أعلام هذا الشأن، وممن تعقد عليهم الخناصر فيه كما يقال، إلا أن التقييد المنسوب إليه قد اكتنفته ظروف لا يمكن الجزم معها بنسبة كل ما فيه إليه، وخاصة تلك المواقف التي اتخذها بعض المتأخرين ذريعة إلى الوقيعة فيه. وهو إلى جانب ذلك مسبوق إلى أكثرها مما لا تتوجه معه اللائمة إليه وحده إن توجهت.
ولنا عند هذه النقطة وقفة خاصة يقتضيها إنصاف الرجل، وتتعلق بمحاولة الإجابة عن السؤال التالي:
هل كان الإمام الهبطي، وهو بصدد تقييد الوقف المأخوذ عنه يراعي مذهب الإمام نافع في وقف التمام ويعود إلى المصادر المعتمدة عند أهل هذا الفن؟ وبمعنى آخر هل كان الهبطي مسبوقا إلى طائفة من المواقف التي انتقدت عليه؟ أم أنه جاء فيها ببدع من القول ليس هناك من تقدمه إليه؟ "
[1] في فهرس المنجور "بويقربين" وقال (كذا) والصحيح ما اثبتناه، وقد تقدم التعريف به.
[2] فهرس أحمد المنجور 17.
[3] عرف به الأستاذ محمد المنوني في (دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية) ص 105 وقال: "غير مذكور المؤلف".
[4] يمكن الرجوع إلى بحث تطورات العلامة التي يشار بها إلى موضع الوقف في "تقييد وقف القرآن الكريم" المطبوع للدكتور الحسن وكاك 38 - 170.
[5] تقييد وقف القرآن الكريم 95.
[6] فهرس أحمد المنجور 65.
[7] سيأتي بعض هذه المغامز عند صاحب "منحة الرؤوف المعطي".
[8] يمكن الرجوع في فهرس المنجور إلى الصفحات 12 – (مرتين) 13 - 14 - 15 - 17 - إلخ.
[9] تقدم ذكر هذا التقييد في الأعمال العلمية التي قامت على مورد الظمآن وذيله عمدة البيان في الضبط، وهو من الذخائر التي كانت محفوظة في بعض الزوايا الصوفية بآسفي وقفت عليه في مجموع عتيق بيد شاب يدعى توفيق بين المؤذن بآسفي وعليه آثار تحبيس على زاوية قديمة. ومعه شرح على الأجرومية مؤرخ بعام 1000 هـ.
[10] تقييد على الضبط من شرح أبي زيد القصري الشهير بالفرمي.
[11] تقدم ذكر التقييد في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجبر المساري.
[12] يعني "لأمارة السوء إلا ما رحم ربي" وقوله تعالى "لا تدخلوا بيوت النبيء إلا أن يؤذن لكم" وقوله "إن وهبت نفسها للنبيء إن أراد النبيء" – الأولى في يوسف، والباقي في سورة الأحزاب، وذلك في رواية قالون في قراءته لها بالإبدال مع الإدغام.
[13] الفجر الساطع (فرش الحروف).
ـ[ايت عمران]ــــــــ[02 May 2010, 05:08 م]ـ
ثم قال أيضا:
حدود اتباع الإمام الهبطي لمذهب نافع في الوقف:
لقد سبقني إلى التنبيه على هذه القضية الأستاذ وكاك فيما تعرض له في المبحث الخامس من دراسته عن "تقييد وقف القرآن" للشيخ الهبطي تحت عنوان "في ذكر مذاهب القراء السبعة في الوقف والابتداء، ومرونتها في باب الأداء" حيث أثار القاعدة الأصولية المقررة عند علماء الفن، وملخصها أن القارئ للقرآن لما كان "يقرؤه بإحدى الروايات الثابتة، وكان عند قرائه إنما يلتزم رواية واحدة، إلا في حالة الجمع بالسبع أو العشر، كان لزاما عليه أن يعرف الأصل الذي اختاره إمامه في الوقف، لأنه من ضوابط روايته، وحتى لا يخالفه في ذلك فيحكي عنه خلاف ما هو معروف عنه ([1]
¥