من الخطوط المعروفة في الطباعة: العربي البسيط Simplified Arabic، ولكن مظهره سيء برأيي، ولا ينفع لطباعة الأعمال والبحوث الراقية، مع وضوحه الكبير. وينطبق هذا الكلام على الخطوط المشابهة له كالإيريل Arial، والتايمز Times New Roman. ويوجد أيضا العربي التقليدي Traditional Arabic، ومظهره رائع إلى حد ما، ولكن به بعض العيوب منها دمجه حرفي النون والزاي كما في كلمة (منزل)،كما أنه ليس بالجمال الكبير. ويوجد أيضا خط راتب Rateb lotusb22، وهو خط جيد وواضح جدا، وأفضل من البسيط والإيريل والتايمز وحتى التقليدي، ولكنه يظل تحت المستوى والجمال المطلوب. ويوجد أيضا الخط صاحب الشهرة الكبيرة: اللوتس، وهو خط يفضله بعض أهل الصنعة على كثير من الخطوط؛ فهو واضح، وجميل التراكيب، ويحمل طابعا كلاسيكيا إلى حد ما، وإن كانت به بعض البساطة والعيوب.
الخط الذي لفت نظري كثيرا هو خط الطباعة العربي Arabic Typesetting الذي أنتجته شركة المايكروسوفت، وأصدرت منه حتى الآن ثلاثة إصدارات، وهو يتميز بجمال أخّاذ، ورسم أنيق، كالكاف السيفية، والمنحنيات الرائعة، والهاء المثلثة الكلاسيكية. ولكن به بعض المشاكل، منها أنه رفيع إلى حد ملحوظ ولا يقبل زيادة السمك عن طريق الأمر Bold ( أسود عريض)، حيث يظهر مشوشا إذا تم ذلك. فالظاهر أنه مصمم للعمل على الفيستا وليس الإكس بي، أو أنه محمي بطريقة ما.
أفضل خط وجد حتى الآن في هذا المجال بحسب رأيي هو الخط الأميري Emiri الذي أنتجته شركة وينسوفت ضمن برنامج أو أداة "تصميم" الذي يعمل في بعض إصدارات الإنديزاين. وهو كما تقول الشركة إعادة إنتاج دقيقة للخط الذي صممته المطابع الأميرية قديما بالقاهرة والذي كانت تُطبع به الكتب القديمة. وهو خط أخّاذ رائع بمعنى الكلمة، به مميزات متقدمة جدا. ولكن مشكلته الكبيرة أنه لا يعمل إلا ضمن برنامج "تصميم" غالي الثمن وشديد الحماية.
واكتشفنا مؤخرا أن أحد أعضاء هذا المنتدى المحترم وهو الأخ/ أيمن مصطفى شعبان قد أعاد إنتاج الخط الأميري، وأمّنه بحماية خاصة. وهو كما يبدو من الصور المنشورة له لا يقل جمالا عن أميري وينسوفت، وبه ميزة أخرى هي إمكانية استخدامه في الوورد والإنديزاين معا. وهو عمل رائع وخطوة يشكر عليها صاحبه.
ثالثا – العناوين:-
لا تثير العناوين مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالخطوط المناسبة لها. ولكن ينبغي لكل محرر أن يراعي فيها بعض الأمور، منها ما يلي:
- من الأفضل كتابة العناوين الرئيسية في المنتصف وبخط عريض يتلاءم مع الخط المستخدم في المتن.
- يكتب تعريف التقسيم (الباب الأول، الفصل الأول، المبحث الأول) في سطر، وعنوانه (تاريخ صدر الإسلام، نبذة عن شعر المتنبي، قراءة في الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ... الخ) في السطر الذي بعده مباشرة بغير ترك سطر فارغ بينهما.
- يكون الخط المستخدم لكتابة تعريف التقسيم بحجم أصغر قليلا من الذي يكتب به عنوان التقسيم.
- يعدّل تباعد الفقرات بين السطر الذي يكتب به تعريف التقسيم والسطر الذي يكتب به عنوانه بقدر تكون فيه المسافة بينهما أقل من المسافة بين فقرات المتن. ومن شأن تطبيق هذا الإجراء والإجراء الذي قبله جعل العناوين الرئيسية بمظهر أنيق جدا كالهرم المتدرج.
- إذا كتبت بعض العناوين الرئيسية في صفحة تحتوي جزءا من موضوع سابق، كأن تكتب في منتصف الصفحة أو تحته بقليل- يراعى أن تترك بينها وبين الفقرات التي تسبقها مسافة أكبر من تلك المستخدمة في التباعد بين فقرات المتن؛ وذلك لتأكيد الدلالة على بدء موضوع جديد.
- تكتب تعريفات التقسيمات الفرعية وعناوينها في سطر واحد، وبخط يكون حجمه وسطا بين المستخدم في التقسيمات الكبرى والمستخدم في المتن، مع مراعاة إنقاص المسافة الفاصلة بين الفقرات بين السطر الذي يكتب فيه العنوان الفرعي والفقرة التابعة له التي تليه؛ فإذا كانت المسافة بين الفقرات في المطبوعة 12 نقطة أو 6 مم، نجعل المسافة بين العنوان الفرعي والفقرة التي تتبعه 6 نقاط أو 3 مم. ونقول: الفقرة التي بعده مباشرة فقط، أما المسافة التي تفصلها هي عن الفقرة التي بعدها والمسافة بين الفقرات الأخرى فتظل كما هي.
¥