تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والذي يظهر ان كلمة التوكل لا تحتمل المعنى الذي يستخدمه بعض الناس, وإنما هي اعتماد القلب فلا نستطيع أن نقول إن كان المتكلم يقصد كذا قلنا كذا .. وهذا تجده كثيراً في كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في المناهي اللفظية, والله أعلم نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا من علمه وفضله .. هل يصح أن يُقال توكلت على الله ثم عليك؟

والجواب: أن هذا لا يصلح؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب.

ما معنى التوكل؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب؛ إذا بُذل السبب فوض العبد أمره إلى الله، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعها التوكل، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد.

ولهذا سئل الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال: لا تصح لأن التوكل عمل القلب، لا يَقبل أن يقال فيه (ثُمَّ)؛ توكلت على الله ثم عليك. إنما الذي يقال فيه (ثُمَّ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر.

بعض أهل العلم في وقتنا قالوا: إن هذه العبارة لا بأس بها؛ توكلت على الله ثم عليك، ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك، ومثل وكَّلْتُك ونحو ذلك، فسهلوا فيها باعتبار ما يجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله؛ لا يصلح إلا لله، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه، ينبغي وَصْدُ الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له.

قول: توكلت على الله ثم عليك

مصنف ضمن: الإيمان

لفضيلة الشيخ: سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ: 5/ 12/1429

جمعه/ محمد بن عيد الشعباني

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Nov 2009, 02:02 م]ـ

التوكل على الله

التوكل على الله خلق عظيم من أخلاق الإسلام، وهو من أعلى مقامات اليقين وأشرف أحوال المقربين

وهو نظام التوحيد وجماع الأمر، ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها

وهو مفتاح كل خير، وعبادة من أفضل العبادات

تعريف التوكل:

هو الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى – في حصول المطلوب ودفع المكروه , مع الثقة به و فعل الأسباب المأذون فيها

ولا بد من أمرين:

الأول: أن يكون الاعتماد على الله اعتمادا صادقاً حقيقياً.

الثاني: فعل الأسباب المأذون فيها

فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب , نقص توكله على الله ويكون قادحا في كفاية الله ومن جعل اعتماده على الله ملغياً للأسباب فقد طعن في حكم الله , لأن الله جعل لكل شئ سببا و الله حكيم يربط الأسباب بمسبباتها

التوكل والأخذ بالأسباب:

لابد هنا من لفت الانتباه إلى ثلاثة أمور:

الأمر الأول: أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» [سنن الترمذي].

الأمر الثاني: تتخذ الأسباب وإن كانت ضعيفة في نفسها ولذلك أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب

الأمر الثالث: أن لا يعتمد عليها، وإنما يجعل اعتماده على الله تعالى.

ابذل السبب ولو كان يسيراً، واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لم يحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك.

فلا يعتمد إلا على الله، وتتخذ الأسباب، لأن الله يقدر الأمور بأسبابها

أهمية التوكل و منزلته من العقيدة والإيمان والسلوك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير