1 - الآية الأولى: "واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام".
• العرض المركز: موضع التأويل فيها على قراءة حمزة بالخفض، وجمهور البصريين لا يجيزون ذلك، فكانوا بين رافضين أو متأولين.
• التوضيح: من تأولها جعل الواو للقسم، والأرحام مجرور به.
• التوجيه: أجاز فريق من النحاة عطف الظاهر على الضمير المخفوض من دون إعادة الخافض.
• الترجيح: الراجح جواز ذلك، وهو مذهب الكوفيين عامة وجمع من البصريين، وذلك لأدلة كثيرة من الكتاب العزيز كهذه الآية، ومن القياس، ومن المسموع عن العرب.
2 - الآية الثانية: "يسألونك عن الشهر الحرام ... وكفر به والمسجد الحرامِ".
• العرض المركز: موضع التأويل "والمسجد الحرام"عُطِف على "به" وقد منع ذلك البصريون.
• التوضيح: تأولها البصريون بأربع تأويلات:
1 - أن "المسجد الحرام" معطوف على "عن سبيل الله"، والتقدير: وصدٌّ عن سبيل الله وعن المسجد الحرام. وهذا تأويل المبرد والنحاس وابن الأنباري وابن القرار.
2 - أنه معطوف على "الشهر الحرام"، والتقدير: يسألونك عن القتال في الشهرِ الحرام والمسجدِ الحرام. وهذا تأويل الفراء، وضعفه البصريون، وقَبِلَهُ المؤلف.
3 - أنه متعلق بفعل محذوف. والتقدير: يصدونكم عن المسجد الحرام. وبه قال العكبري.
4 - أن الواو للقسم.
• الترجيح: أنه معطوف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض.
المبحث الثاني: يتعلق بإعراب "إنَّ هذان لساحران" وأمثالها.
**أقول: كنت أتمنى لو ذكر المؤلف أمثال هذه الآية، وأنا لا أعلم لها مثيلا، وعدم العلم ليس علماً بالعدم كما هو معلوم.
o العرض المركز: موضع التأويل على قراءة من قرأ "إنَّ" مشددة، فقد جاء اسمها اسم الإشارة بالألف، وهو في موضع نصب، وقد تأولها النحاة.
o التوضيح: قيل في الآية الكريمة عدة تأويلات:
1 - أن "إنَّ" بمعنى: نعم أو أجل. وقد أجازه سيبويه، ونُسِب إلى الكسائي، وقدَّمه المبرد، واختاره الأخفش الصغير.
2 - على تقدير: إنه هذان لساحران. وذهب إليه المبرد، وضعفه المؤلف.
3 - على تقدير: أنه هذان لهما ساحران. لأنهم لا يجيزون دخول اللام على الخبر، وقد ذكر هذا التأويل المبرد، والزجاج، وأنكره الفارسي، وابن جني.
4 - من جعل اسم الإشارة "هذان" على صيغة واحدة، لا تتغير في الرفع والخفض والنصب، لكن جعل الألف هنا هي الألف الأصلية، وأما ألف التثنية فإنها حذفت لالتقاء الساكنين، وإليه مال ابن فارس.
5 - من أجرى اسم الإشارة المثنى مجرى المفرد، وألزمه حالا واحدة، فكما أن الإعراب لا يظهر في المفرد، فكذلك في حال المثنى. وهو رأي ابن كيسان، واختاره ابن تيمية.
6 - من جعل الألف في اسم الإشارة دعامة، وليست بلام الفعل، وقد بقيت هذه الألف متصلة باسم الإشارة في جميع الأحوال. وبه قال الفراء، وتبعه عليه ابن جرير الطبري.
7 - أن "ها" اسم إن، و"ذان" مبتدأ، و"لساحران" خبر، وجملة "ذان لساحران" في محل رفع خبر إن. وقد اختاره اليفرني، وهو أغرب التأويلات، وأبعدها، وأكثرها تكلفا، لأن فيه مخالفة لرسم المصحف.
8 - أن اسم "إن" مسند إليه، وهو مرفوع في الأصل، لأنه متحدث عنه. وصاحب هذا التأويل معاصر، وهو أ. إبراهيم مصطفى.
o الترجيح: الراجح أن هذه القراءة جاءت على لغة بني الحارث بن كعب وغيرها من القبائل ـ وقد نسبها اللغويون إلى كثير من القبائل العربية، منهم بني الحارث وخثعم وزبيد وكنانة وبني العنبر وبني الهجيم ومراد وعذرة وقبائل من ربيعة ـ التي تلتزم الألف في المثنى في جميع أحوالها، في الرفع والخفض والنصب، وقد جاء بها القرآن والحديث، وتكلم بها العرب في شعرهم ونثرهم.
** بعد استعراض هذين المبحثين، والذي يظهر من خلالهما طريقة المؤلف التي سلكها في هذا الكتاب، سأسرد بقية مباحث الكتاب دون تفصيل، وأكتفي ـ بالإضافة الى عناوين المباحث ـ بإيراد الآيات التي ذكرها المؤلف مما وقع فيها تأويل، دون بيان أو شرح، ومن أراد التفاصيل فعليه بالرجوع للكتاب فانتظرونا .. .
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[16 Oct 2009, 07:16 م]ـ
في البداية: أنبه إلى أن هذا الكتاب هو عبارة عن رسالة علمية، قدمها المؤلف لنيل شهادة الماجستير، من جامعة أم القرى بمكة المكرمة ..
المبحث الثالث: اتصال الفعل بعلامة الجمع مع إسناده إلى الاسم الظاهر (وهي ما يعرف بلغة أكلوني البراغيث).
¥