ـ[يحيى صالح]ــــــــ[01 Jun 2010, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الكريم / أبا العالية
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:10 ص]ـ
نص الحديث:
عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، عَنْ مُعَاذٍ؛
((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ قَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: فَسُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي لاَ آلُو، قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ ِللهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم .. ))
أخرجه ابن أَبي شَيْبَة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والدارِمِي، وأبو داود، والترمذي.
من رواية أَبي عَوْن، مُحَمد بن عُبَيْد الله الثَّقَقِي، عن الحارث بن عَمْرو، ابن أخي المُغِيرَة بن شُعْبة، عن ناسٍ من أصحابِ مُعَاذ من أهل حِمْص، عن معاذ، به.
وهذا حديثٌ إسناده ساقطٌ لايصح.
أولا: قال البخاري: الحارث بن عَمرو، ابن أخي الْمُغِيرة بن شُعبة، الثَّقَفيّ، عن أصحاب مُعاذ، عن مُعاذ، رَوى عنه أبو عَوْن، ولا يَصح، ولا يُعرف إلا بِهَذا، مُرسلٌ. التاريخ الكبير (2/ 2449).
ثانيًا: أورده العقيلي في الضعفاء 1/ 215 (262)، ونقل قول البخاري السابق.
ثالثًا: قال الترمذي، بعد أن أخرجه: هذا حديثٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصلٍ، وأبو عون الثقفي اسمه محمد بن عُبيد الله. سنن الترمذي (1327 و1328).
رابعًا: قال ابن حَزم: وحديث معاذ، الذي فيه: أجتهد رأيي ولا آلو، لا يصح، لأنه لم يروه أحدٌ إلا الحارث بن عمرو، وهو مجهولٌ، لا ندري مَنْ هو، عن رجالٍ من أهل حمص لم يُسَمِّهم، عن معاذ. ((المحلى)) 1/ 62.
وقال ابن حَزم: وأما حديث معاذ، فيما رُوِيَ من قوله: أجتهد رأيي، وحديث عبد الله بن عمرو، في قوله: أجتهد بحضرتك يا رسول الله، فحديثان ساقطان، أما حديث معاذ، فإنما رُوي عن رجالٍ من أهل حمص، لم يُسَمَّوْا، وحديث عبد الله منقطعٌ أيضًا، لا يتصل. ((الإحكام في أصول الأحكام)) 5/ 121.
خامسًا: أخرجه ابن حَجَر في كتابه ((تلخيص الحبير)) 4/ 182، ثم قال: أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن عدي، والطبراني، والبيهقي، من حديث الحارث بن عمرو، عن ناسٍ من أصحاب معاذ، عن معاذٍ.
قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بمتصل.
وقال البخاري، في ((تاريخه)): الحارث بن عمرو، عن أصحاب معاذ، وعنه أبو عون، لا يصح، ولا يُعرف إلا بهذا.
وقال الدارقطني، في ((العلل)): رواه شعبة، عن أبي عون، هكذا، وأرسله ابن مهدي، وجماعاتٌ، عنه، والمرسل أصح.
قال أبو داود، يعني الطيالسي، أكثر ما كان يحدثنا شعبة، عن أصحاب معاذ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال مرةً: عن معاذ.
وقال ابن حزم: لا يصح، لأن الحارث مجهولٌ، وشيوخه لا يُعرفون، قال: وادعى بعضُهم فيه التواتر، وهذا كذبٌ، بل هو ضد التواتر، لأنه ما رواه إلا أبو عون، عن الحارث، فكيف يكون متواترًا.
وقال عبد الحق: لا يُسند، ولا يوجد من وجه صحيحٍ.
وقال ابن الجوزي، في ((العلل المتناهية)): لا يصح، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم، ويعتمدون عليه.
* وقال ابن طاهر، في تصنيفٍ له مفرد، في الكلام على هذا الحديث: اعلم أني فحصت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار، وسألتُ عنه مَنْ لَقِيتُهُ من أهل العلم بالنقل، فلم أجد إلا طريقين، أحدهما طريق شعبة، والأخرى عن محمد بن جابر، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن رجل من ثقيف، عن معاذ، وكلاهما لا يصح، قال: وأقبح ما رأيتُ فيه، قول إمام الحرمين، في كتاب ((أصول الفقه)): والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ، قال: وهذه زلةٌ منه، ولو كان عالمًا بالنقل، لما ارتكب هذه الجهالة.
قال ابن حَجَر: كلام إمام الحرمين أشد مما نقله عنه، فإنه (أي الجويني) قال: والحديث مدون في الصحاح، متفق على صحته، لا يتطرق إليه التأويل. انتهى كلام ابن حَجَر، نقلا عن تلخيص الحبير، مع الاختصار.
* أقول: كلام الجويني لا يعتمد عليه في علم الحديث وليست هذه أول أخطائه في علم الحديث ففى كتاب النهاية عزا حديث (أصحابي كالنحوم) إلى الصحيحين وهو حديث موضوع!!!!!
*وزعم البعض أنه جاء من طريق عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل.
بينما الذي رواه عن عبادة بن نسي هو محمد بن حسان المصلوب الذي صلبه أبو جعفر المنصور في الزندقة، وهو كذاب لا يحتج به.
*فابن حزم ليس وحده من ضعفه بل سبقه تضعيف جهابذة حفاظ الحديث له ولم ينفرد بتضعيفه ابن حزم والألباني.
¥