تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يصح

الرد عليه بمرداس و ربيعة فإنهما صحابيان مشهوران، و الصحابة كلهم عدول ". وأيده السيوطي في " التدريب " فقال عقبه: " فلا يحتاج إلى رفع الجهالة عنهم بتعداد الرواة، قال العراقي: هذا الذي قاله النووي متجه إذا ثبتت الصحبة، ولكن بقي الكلام في أنه هل تثبت الصحبة برواية واحد عنه أو لا تثبت إلا برواية اثنين عنه، و هو محل نظر و اختلاف بين أهل العلم، و الحق أنه إن كان معروفا بذكره في الغزوات أو في من وفد من الصحابة أو نحو ذلك فإنه تثبت صحبته ". قلت: فتأمل كلام العراقي هذا يتبين لك بطلان قول الكوثري، لأنه تساهل في إثبات عدالة التابعي الكبير فلم يشترط فيه ما اشترطه العراقي في إثبات الصحبة المستلزمة لثبوت العدالة! فإنه اشترط مع رواية الواحد عنه أن يكون معروفا بذكره في الغزوات أو الوفود. و هذا ما لم يشترط الكوثري مثله في التابعي!

فاعتبروا يا أولي الأبصار. و لعله قد وضح لك أنه لا فرق بين التابعي الكبير ومن دونه في أنه لا تقبل روايتهم ما لم تثبت عدالتهم. و تثبت العدالة بتنصيص عدلين عليها أو بالاستفاضة. كما هو معلوم. 6 - قال: " أما من بعدهم فلا تقبل روايتهم ما لم تثبت عدالتهم و هكذا ". قلت: بل و التابعي الكبير كذلك كما حققناه في الفقرة السابقة. 7 - قال: " و الحارث هذا ذكره ابن حبان في "

الثقات "، و إن جهله العقيلي و ابن الجارود و أبو العرب ". قلت: فيه أمران: الأول: أنه تغافل عن أئمة آخرين جهلوه، منهم الإمام البخاري و الذهبي والعسقلاني و غرضه من ذلك واضح و هو الحط من شأن هذا التجهيل! و الآخر: اعتداده بتوثيق ابن حبان هنا خلاف مذهبه الذي يصرح في بعض تعليقاته بأن ابن حبان يذكر في " الثقات من لم يطلع على جرح فيه، فلا يخرجه ذلك عن حد الجهالة عند الآخرين، و قد رد شذوذ ابن حبان هذا في (لسان الميزان) ". و هذا من تلاعبه في هذا العلم الشريف، فتراه يعتد بتوثيق ابن حبان حيث كان له هوى في ذلك كهذا الحديث، و حديث آخر في التوسل كنت خرجته فيما تقدم برقم (23)، ولا يعتد به حين يكون هواه على نقيضه كحديث الأوعال و غيره، و قد شرحت حاله هذا هناك بما فيه كفاية. و لكن لابد لي هنا من أن أنقل كلامه في راوي حديث الأوعال و هو عبد الله بن عميرة راويه عن العباس بن عبد المطلب، فهو تابعي كبير، لتتأكد من وجود التشابه التام بينه و بين الحارث بن عمرو الراوي للحديث عن معاذ، و مع ذلك يوثق هذا بذاك الأسلوب الملتوي، و يجهل ذاك و هو فيه على

الصراط السوي! قال في " مقالاته " (ص 309): " و قال مسلم في " الوحدان " (ص 14): " انفرد سماك بن حرب بالرواية عن عبد الله بن عميرة ". فيكون ابن عميرة مجهول العين عنده، (يعني مسلما) لأن جهالة العين لا تزول إلا برواية ثقتين، (تأمل) و قال إبراهيم الحربي - أجل أصحاب أحمد - عن ابن عميرة لا أعرفه. و قال الذهبي في " الميزان " عن عبد الله بن عميرة: فيه جهالة ". قلت: ثم وصفه الكوثري بأنه شيخ خيالي! و بأنه مجهول عينا و صفة! و نحوه قوله في " النكت الطريفة " (ص 101) و قد ذكر حديثا في سنده عبد الرحمن بن مسعود: " وهو مجهول. قال الذهبي: " لا يعرف " و إن ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في التوثيق "! و قال في (قابوس). " و إنما وثقه ابن حبان على طريقته في توثيق المجاهيل إذا لم يبلغه عنهم عنهم جرح، و هذا غاية التساهل "!! (ص ???منه). فقابل كلامه هذا بالقاعدة التي وضعها من عند نفسه في قبول حديث التابعي الكبير حتى و لو نص الأئمة على جهالته تزداد تأكدا من تلاعبه المشار إليه. نسأل الله السلامة. و لو كانت القاعدة الموضوعة صحيحة لكان قبول حديث ابن عميرة هذا أولى من حديث الحارث، لأنه روى عن العباس فهو تابعي كبير قطعا، و لذلك جعله ابن حجر من الطبقة الثانية، بينما الحارث إنما يروي عن بعض التابعين كما سبق، و لكن هكذا يفعل الهوى بصاحبه. نسأل الله العافية. 8 - قال أخيرا: " و قد روى هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث - أبو إسحاق الشيباني، و شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في الرواية، و المعترف له بزوال الجهالة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير