تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفحل) بمعنى "قوى، ضخم، كبير الحجم، سمين". وبالمثل نراهم يستعملون " dog" بمعنى "رجل أو إنسان" كما فى قولهم: " you lucky dog"، مثلما تعنى " bell cow" " قائدا أو مرشدا" مثلا. ويشرح " Concise Oxford English Dictionary" الصفة " manly" ( أى "رجولى") بأنها تعنى الشخص الحائز على الصفات الطيبة المرتبطة فى الذهن بجنس الرجال، مثل الشجاعة والقوة. وهذه عبارة المعجم المذكور: " manly: having or denoting those good qualities traditionally associated with men, such as courage and strength". وعلى العكس من ذلك يشرح قاموس " WordNet 2.0" لكلمة " womanly إذ جاء فيه أنها الشىء الذى يتصف بالخصائص الأنثوية كالرقة والشفقة: " womanly: befitting or characteristic of a woman especially a mature woman; "womanly virtues of gentleness and compassion"". ليس ذلك فقط، بل هناك فلاسفة ومفكرون أوربيون يؤكدون أن المرأة أقل ذكاء من الرجل: منهم على سبيل المثال أرسطو الفيلسوف الإغريقى، وبولس مؤسس المسيحية التثليثية، وماتيو دى بولونى الشاعر الفرنسى، وسيباستيان- روش نيكولا دى شامفور السياسى الفرنسى، وهربرت سبنسر الفيلسوف البريطانى، وسيزار لومبروزو العالم الإيطالى، وأوسكار وايلد الكاتب المسرحى البريطانى. وقد أشار قاسم أمين إلى بعضهم فى كتابه: " Les Egyptiens الذى وضعه بالفرنسة ردًّا على افتراءات دوق داركور على المصريين المسلمين فى كتابه: " L'Egypte et les Egyptiens". ويمكن القارئ أن يجد كلام أمين فى هذا الموضوع فى "الأعمال الكاملة لقاسم أمين" (انظر ص249 من "الأعمال الكاملة لقاسم أمين/ تحقيق د. محمد عمارة/ دار الشروق/ 1989م).

ولعله يكون من المستحسن والمفيد أن أنقل شيئا مما كتبه قاسم أمين فى الفصل الخاص بـ"النساء" من كتابه الذى نحن بصدده. قال: "لقد سبق أن قلت إن للنساء (يقصد النساء المصريات المسلمات) حرية السلوك المطلقة. فإذا نظرنا من وجهة نظر أخرى لرأينا أن الوضع الذى أعطاه الإسلام للمرأة هو أكثر تميزا مما تتمناه. فهى كزوجة تتمتع بجميع حقوقها المدنية، فلها الأهلية القانونية لممارسة أى عمل من أعمال الإدارة أو نقل الملكية دون حاجة للحصول على إذن زوجها أو تصريح من المحكمة. إنها تستمد أهليتها من شخصيتها ذاتها، وليست للقِوَامة الزوجية هنا إلا دور معنوى خالص. فليس عليها حين تريد الشراء أو البيع أو الهبة أو تَلَقِّىَ منحة أو التقاضى إلا مشاورة نفسها هى، بينما لا تستطيع أختها الفرنسية ممارسة أى عمل من ذلك إلا إذا راق لسيدها وزوجها أن يأذن لها بذلك. والمرأة الفرنسية حين تتزوج تصبح كائنا ناقصا وترتدّ إلى الطفولة ثانيا. والقانون يعدها ناقصة الأهلية ويضعها تحت وصايته. إنها باختصار محرومة من ممارسة إدارة ثروتها الخاصة. وهذه أشياء لا يمكن لمسلم أن يفهمها، حتى إن جميع الحجج التى ساقها لى أستاذى القدير لمادة القانون الدولى بجامعة مونبليه فى تبرير إنقاص أهلية المرأة لم تنجح فى إقناعى، ولا أعتقد أنها تقنع غير الأزواج المستفيدين من هذا الوضع! وإذا كانت هناك نساء فى أوروبا يدّعين أن الرجال وضعوا القانون لصالحهم فإنهن محقّات فى ذلك. ولست فى حاجة للقول بأننا نتمنى النجاح لهؤلاء السيدات الجسورات اللاتى يكافحن فى بطولةٍ لتغيير هذا الوضع الذى ينطوى على ازدراء بجنسهن ولتحقيق أهليتهن فى ممارسة حقوقهن المدنية" (المرجع السابق/ 250). فما رأى الزميل العزيز؟

والآن، ونحن نضع القلم ونغلق الموضوع، لا مانع من الكلام قليلا عن بعض الأمور الشخصية المتصلة بقضيتنا، فقد جاءنا أنا وزوجتى أول مولود لنا فى أوكسفورد سنة 1977م، وكانت بنتا، وشعرنا بالسعادة لمجىء البنت. وذات عصرية كنا جالسَيْن فى حديقة المسكن الجامعى للمتزوجين حيث كنا نقيم فى شمال المدينة، وكانت تسكن فى الشقة المجاورة لشقتنا سيدة أمريكية ترافق زوجها الذى يدرس مثلى فى الجامعة، فأتت وجلست معنا، وأخذَنا الحديث إلى الكلام عن خلفة الذكور والإناث، فسألتنى بصفتى رجلا عن شعورى تجاه مولودتنا الأولى، فأعربت لها عما أشعر به، ثم أردفت فى ذات الوقت أن بعض الناس يؤثرون الولد، فعقبت قائلة إنهم فى أمريكا يفضلون الأولاد على البنات، وإن حماتها تفخر بها لأنها أنجبت جفرى. وقد دهشت لهذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير