تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[01 Jun 2010, 12:39 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

المحاضرة الثانية: " الترجمة الفارسية لمعاني القرآن الكريم"

الدكتور أحمد السيد الحسيني

جامعة عين شمس - جمهورية مصر

-عربية القرآن الكريم:

أختار الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه اللغة العربية لغة وبيان لكتابه الخالد، لأن هذه اللغة فيها من مزايا التعبير والبيان ما لم تحظ به لغة غيرها، ولن يسع كتاب الله غيرها، ولو كان في الوجود لغة تفضل اللغة العربية في الكشف عن دقائق البيان وأسرار التعبير، ما جاوزها القرآن [الكريم] إلى غيرها.

ولكن نزوله بالغة العربية دليل قاطع على نفي هذا الاحتمال، فاللغة العربية أسمى اللغات على الإطلاق، والدليل أن عالم الغيب والشهادة ارتضاها أداة لوحيه المنزل على أكرم رسله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

وعربية اللغة والبيان القرآني جاء النص عليها في مواضع متعددة من القرآن [الكريم]، منها قوله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ () إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف 1 - 2].

وقوله: {حم () وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ () إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [(الزخرف 1 - 3)].

وقوله: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ () نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ () عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ () بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [(الشعراء: 192 - 195)].

وقوله: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (فصلت: 3)

وقوله: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الزمر:28).

وقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} (الأحقاف: 12).

وقوله: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} (طه:113).

وقوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (النحل: 103).

وقوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} (الشورى: 7).

ونعرف أن لكل لغة سمات خاصة في بنائها التعبيري، الذي تتميز به عن غيرها من اللغات، شاء ذلك أهلها أم لم يشاءوا، فهم ينطلقون في البناء التعبيري خاضعين لمؤثرات البيئة بشتى ألوانها: من بيئة طبيعية إلى اجتماعية واقتصادية وسياسية وغير ذلك.

والمعروف أن اللغة العربية لها خصائصها الفريدة وسماتها المميزة عن غيرها من اللغات، والتعبير العربي يحمل في طياته من الدقة والبراعة بحيث يختلف المعنى إذا قدمت أو أخرت كلمة عن أخرى، كما أنها تختلف عن غيرها من اللغات في تكوين الجملة نفسها كتقديم الفعل على الفاعل، والموصوف على الصفة وغير ذلك مما يعرفه كل مُلِّمٍ باللغة العربية وغيرها من اللغات الأجنبية.

وترجمة القرآن [الكريم] إلى لغة أخرى تذهب بإعجازه، ويصبح شأنه شأن أي كتاب عادي مهما حوى من أحكام وفضائل وشرائع، فهو في النهاية يمكن مجاراته.

وقد تحدى الرسول [صلى الله عليه وسلم] العرب قاطبة – وهم أهل البلاغة والبيان- أن يأتوا بسورة من مثله، وليس من الضروري أن يأتوا بمعاني القرآن [الكريم] نفسها وإنما في مثل القرآن [الكريم]، لأن التحدي لم يكن فيما يحويه القرآن [الكريم] من أحكام وشرائع، ولكن لما يحويه من نظم بديع وتركيب بليغ، فإن أتوا بمثل نظمه من غير أن يكون صدقا، فقد أفلحوا وأظهروا حجتهم.

والترجمة التي تذهب بهذا النظم البديع، وتفسد ذلك التركيب البليغ الذي تتميز به لغة القرآن [الكريم] ولنضرب لذلك مثلا:

قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} (الكهف:11).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير