- ترجمة هندية كاملة قبل 270 هـ (17).
لأن الترجمات التي وصلتنا عنها معلومات مؤكدة أو تم العثور على نصوصها بالنسبة للغات الشعوب الإسلامية فيمكن تلخيصها كما يلي:
أول ترجمة معروفة لدينا في لغات الشعوب الإسلامية هي الترجمة الفارسية التي تمت في عهد الملك الساماني منصور بن نوح (961 - 976م) مع ترجمة مختصرة لتفسير الطبري (المتوفى سنة 923م) وقد جاء في مقدمة هذه الترجمة: " هذا الكتاب هو الترجمة الكاملة الصحيحة لتفسير محمد بن جرير الطبري رحمه الله إلى اللغة الفارسية، ولقد احضر هذا الكتاب من بغداد القائد المظفر الملك أبو صالح منصور بن نوح بن نصر بن احمد بن إسماعيل رحمه الله، وهو في أربعين مجلدا، ولما حصلت صعوبة في قراءته بالعربية وفهمه أراد أن يترجم إلى الفارسية، لذلك جمع نفرا من علماء بلاد ما وراء النهر واستفتاهم في جواز ترجمته إلى الفارسية فأفتوه بجواز ترجمته ليستفيد منها الذين لا يعرفون العربية استنادا إلى قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (ابراهيم: 4) (18)، وقد تمت ترجمة مختصرة لتفسير الطبري تعادل عشر الأصل من حيث الحجم (19).
وترجمة القرآن الكريم الموجودة في تفسير الطبري هي ترجمة حرفية حيث كتبت الكلمات الفارسية تحت آيات المصحف دون مراعاة لترتيب الجملة الفارسية أو سياق التعبير بها، وقد أعقبت هذه الترجمة ترجمات أخرى كثيرة حفلت كتب تاريخ الأدب الفارسي بذكرها.
أوائل الترجمات التركية:
هناك رأيان حول تحديد ترجمات القرآن الكريم إلى اللغة التركية، الرأي الأول الذي قال به الأستاذ زكي وليدى طوغان، يرجح أن لجنة العلماء التي قامت بترجمة تفسير الطبري إلى الفارسية كانت تضم علماء أتراكا أيضا قاموا بترجمة القرآن [الكريم] إلى التركية في نفس الوقت، وأن هذه الترجمة هي ترجمة حرفية على نسق الترجمة الفارسية كتبت بين سطور المصحف (20).
ويذهب أصحاب الرأي الثاني ومنهم الأستاذ محمد فؤاد كوبرلي (21) والأستاذ عبد القادر اينان (22) إلى أن أول ترجمة تركية ظهرت بعد الترجمة الفارسية السالفة الذكر بحوالي قرن من الزمان أي في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي).
ولم يعثر بعد على أي من هذه الترجمات، ولكن حسب المعلومات المتوفرة حاليا فإن الترجمة المكتوبة باللغة التركية الشرقية سنة 734 هـ/ 1333م، والمحفوظة في متحف الآثار التركية الإسلامية باستانبول تحت رقم 73 هي أقدم ترجمة تركية وصلت إلينا حتى الآن (23)، ويلاحظ أن هذه الترجمة كتبت على منوال الترجمة الفارسية.
وتوجد هناك معلومات حول ست ترجمات تركية كتبت في الفترة ما بين القرن الثاني عشر والسادس عشر الميلادي (23 د)، ويلاحظ أن هذه ترجمات حرفية، حيث تترجم كلمات المصحف بين سطوره دون أية زيادة أو توضيح، والقسم الثاني يمكن أن نسميه ترجمات مطولة أو تفسيرا مختصرا.
ومنذ فترة حقق الدكتور أحمد طوبال أوغلى النص الكامل لترجمة تركية مكتوبة باللغة التركية الأناضولية من النمط الأول، كتبها محمد بن حمزة في القرن الخامس عشر الميلادي، ونشره نشرة علمية دقيقة مع دراسة وافية حول الترجمة وأسلوبها ونظرات حول مصادرها (24) وقد استفدنا من هذه الترجمة والدراسة المعقودة حولها الكثير.
ومن الملاحظات الهامة حول أوائل الترجمات التركية أن الاصطلاحات العربية لم تكن قد دخلت بعد بنسبة كبيرة، لذلك نرى المترجمين ينقلون معاني هذه الاصطلاحات بجمل وتراكيب لعدم استطاعتهم نقلها بكلمات مقابلة، ويلاحظ في الترجمات المتأخرة أن كثيرا من الاصطلاحات العربية قد دخل التركية لكي تعبر عن مضامينها الإسلامية التي لم تكن معروفة من قبل لدى الأتراك.
كما يلاحظ أن أسلوب الترجمة في النمط الأول لا يراعي ترتيب الجملة التركية أو سياق التعبير بها، كما هو ملاحظ في الترجمة الفارسية المشار إليها آنفا.
وقد استمرت حركة ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية، وهناك العديد من الترجمات المخطوطة، كما ساعد دخول الطباعة على نشر الترجمات، ويلاحظ أن حركة الترجمة قد زادت زيادة كبيرة في النصف الثاني من القرن العشرين (25).
أوائل الترجمات في لغات الشعوب الإسلامية الأخرى:
¥