تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تعتبر اللغات الأردية والملايوية والبنغالية هي أوسع اللغات انتشارا بعد التركية والفارسية، وفي أثناء جمع المعلومات الأولية للعمل الببليوغرافي الشامل الذي يقوم به مركز استانبول توصلنا إلى المعلومات التالية فيما يخص هذه اللغات الثلاث.

اللغة الأردية: لا شك أن اللغة الأردية هي أوسع اللغات الإسلامية انتشارا، وخاصة في شبه القارة الهندية، وهي أيضا من أكثر اللغات الإسلامية التي كَثُرَ فيها التأليف والترجمة في الموضوعات الدينية قديما وحديثا.

ويشير الأستاذ حميد لله في كثير من كتاباته إلى وجود ترجمات كثيرة للقرآن الكريم باللغة الأردية، ولكننا للأسف الشديد لم نعثر في أي من كتاباته على إشارة قاطعة حول بداية ترجمة القرآن الكريم إلى الأردية.

اللغة الملايوية: وهي أصل اللغة الاندونيسية الحديثة، قام عبد الرءوف الفانسوري العالم المعروف في Singkel بمقاطعة Aceh بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الملايوية في منتصف القرن السابع عشر الميلادي (26).

اللغة البنغالية: هناك ترجمة منظومة للجزء الثلاثين قام بها المولوى أمير الدين بشونيا من قرية متك بور مديرية ونغفور مطبوعة بالحروف الخشبية ولم يعلم تاريخ طبعها، ولكن يظن أنها أقدم نسخة باللغة البنغالية (27).

وهناك ترجمة كاملة للقرآن الكريم بالة البنغالية قام بها غريش شوندروشين وهو من الديانة البرهمنية في سنة 1881 - 1886م.

ويمكننا أن نقول استنادا إلى مقال الأستاذ السيد علي أحسن المدير العام للأكاديمية البنغالية سابقا، إن تأخر ظهور الترجمات بالغة البنغالية يرجع إلى أن اللغة العربية والفارسية والأردية كانت لغات رسمية وثقافية قبل ظهور الحركة القومية البنغالية، وأن الناس كانوا يتهيبون الترجمة لقدسية القرآن [الكريم]، وأنه بازدياد الحركة القومية وانتشار المطبعة بدأت حركة الترجمة (28).

اللغة الصينية: ترجم الشيخ ليوشي Liuche أجزاء من القرآن الكريم قبل بداية القرن العشرين، ثم تلاه الشيخ مافوشو الذي أكمل عشرين جزءا قبل وفاته.

كما أن منظمة الثقافة الإسلامية في شنغهاي نشرت خمسة أجزاء من معاني القرآن الكريم مترجمة إلى الصينية، وذلك في عام 1927 م، وضاع الباقي خلال الحروب الأهلية بالصين.

وفي عام 1927م قام لي تيك تشيج Lee Tick tsing بترجمة كاملة إلى الصينية، وذلك نقلا عن الترجمة اليابانية المنقولة عن الترجمة الانجليزية ل Rodwell وكانت هذه أول ترجمة كاملة في الصينية (29).

وهناك ترجمات تمت في السنوات الأخيرة إلى اللغات التي بدأت مجموعة من المتكلمين بها الدخول في الدين الإسلامي، مثل اللغة الكورية التي تمت بها أول ترجمة في شهر مايو من هذا العام 1981م (30).

وقد لاحظت في جولة قمت بها مؤخرا في بلاد الشرق الأقصى أن هناك رغبة كبيرة في إعداد ترجمات للقرآن الكريم إلى لغات تلك المنطقة، وعدم الرضا عن الترجمات الموجودة حيث قام أكثر مترجميها بترجمتها عن الترجمة الانجليزية للمرحوم يوسف علي.

وقد نشطت في السنوات الأخيرة الكثير من الهيئات الدينية وعملت على نشر ترجمات مختلفة للقرآن الكريم في للغات الإفريقية، ولم تتجمع لدى المركز بعد معلومات كافية حول هذا الموضوع.

وعلى وجه العموم يلاحظ أن هناك العديد من ترجمات القرآن الكريم إلى مختلف اللغات الإسلامية قام بإعدادها فراد أو مؤسسات رسمية أو غير رسمية، وهناك معلومات كثيرة حول ترجمات أخرى يتم إعدادها، وهذا يدل دلالة قاطعة على أهمية ترجمة القرآن الكريم، وعلى مدى انتشار الشعور الديني لدى الشعوب الإسلامية من غير العرب، وعلى اهتمامهم بتعلم كتابها المقدس.

لذلك يجب الاهتمام بأمر الترجمة اهتماما يتناسب مع أهميتها، حيث أنها هي الوسيلة الرئيسية لتعريف المسلمين بمصدر دينهم الرئيسي، ومن الجدير بالذكر انه كانت هناك محاولات رسمية لدى بعض الهيئات الدينية كالأزهر الشريف وكرئاسة الشؤون الدينية بتركيا في الثلاثينات للإشراف على مثل هذه الترجمات.

ويلاحظ في السنوات الأخيرة أن الكثير ممن لا تؤهلهم معرفتهم بالعلوم الإسلامية، بالإضافة إلى عدم تمكنهم من اللغة العربية، قد دخلوا مضمار الترجمة، لذا فإنني أشير هنا إلى ضرورة القيام بنوع من الإشراف الرسمي على هذه الترجمات.

أوائل الترجمات إلى اللغات الأوروبية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير