تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا الاختلاف الواسع المدى بين أسلوب القرآن [الكريم] وأسلوب الحديث النبوي الذي يوجب الحكم باختلاف مصدرهما يتجلى واضحا لدى كل ذي إدراك في الأسلوب العربي، وذوق في لسان العرب، من الأمثلة الواردة منهما في موضوع واحد.

فلو أننا أخذنا من القرآن [الكريم] آيات، ومن الحديث النبوي أحاديث في موضوع تلك الآيات نفسها، لرأينا بهذه المقارنة من اختلاف الأسلوبين، الحاكم باختلاف المصدر ما فيه البرهان الكافي:

1 - فنأخذ مثلا قول القرآن [الكريم] في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104)

ولننظر في مقابلة في المعنى نفسه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم". [ضعيف: ضعيف الجامع حديث رقم: 4650، والسلسلة الضعيفة برقم 4298].

2 - ولنأخذ مثلا في موضوع الإخاء في الدين قول القرآن العظيم في سورة الحجرات: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [(الحجرات: 10)].

ولننظر مقابله قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُه ... } [متفق عليه].

ومعنى يسلمه: أن يتركه لعدوه، فلا يحميه ولا يمنعه منه.

3 – ولنأخذ أيضا قول القرآن العظيم في موضوع الإخاء الإنساني العام والتآلف والتفاضل بالتقوى والصلاح، لا بالعرق والنسب، لا بالمال والنسب: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13).

ولننظر في المعنى نفسه أقوال النبي صلى الله عليه وسلم التالية:

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى " [رواه الإمام أحمد في مسنده ج 5/ ص 411 حديث رقم: 23489 واللفظ له، والبيهقي في شعب الإيمان رقم 5137، و أبو نعيم في الحلية ج 3 / ص100، قال الألباني: صحيح بمجموع طرقه " انظر صحيح الترغيب 2964 والصحيحة 2700 وغاية المرام 313].

" وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ" [رواه مسلم].

" " المؤمن يَألَفُ و يُؤْلَفُ و لا خير فيمن لا يَأْلَفُ، و لا يُؤْلَفْ ".

[رواه الدارقطني في الأفراد، و الضياء المقدسي في المختارة، وهو السلسلة الصحيحة 426]

4 – ولنأخذ أيضا قول القرآن العظيم في ارتباط صلاح الحياة الاجتماعية بنظام العقوبة على الجنايات: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 179).

ولننظر في مقابله قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا" [ابن حبان في صحيحه ج 10/ ص 244 حديث رقم: 4397، و أبي يعلى في مسنده ج 10/ ص 498 حديث رقم: 6111، (سنده صحيح رجاله كلهم ثقات)].

ولنأخذ أيضا قول القرآن العظيم في وجوب أداء الأمانة والحكم بالعدل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء: 58).

ولننظر في مقابله قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَك " [أخرجه أبو داود (2/ 108) و الترمذي (1/ 238) و الدارمي (2/ 264) و الدارقطني (303) و الحاكم

(2/ 46)، أنظر صحيح الترمذي رقم 1015، وصحيح ابي داود رقم 3019].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير