تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التشريع المدني: وهو ما جاءت به آيات الربا والميراث وما إليهما، كقوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} (الروم: 39)

وقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} ... الآية (النساء: 11).

التشريع السياسي: وتقره الآيات التي توجب الطاعة لأولي الأمر والوفاء بالعهود والمواثيق ... الخ، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء: 59)، وقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الإيمان بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (النحل: 91).

التشريع الجنائي: وهو ما جاء في الآيات المبينة للحدود والقصاص كقوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (المائدة:45).

التشريع الحربي: ونجده في الآيات التي نأمر بإعداد القوة، وتؤذن بالقتال، وتعو إلى السلم، وتبين معاملة الأسرى وتوزيع الفيء، وشروط النصر في المعركة كقوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ () وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ () وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ () وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الأنفال: الآيات 58 - 61).

وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ () وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 45 - 46).

ومن أبرز ما يتسم به التشريع الإسلامي، رعاية المصلحة العامة، ومسايرة الإمكان البشري وقلة التكليف وعدم الحرج، ونصوص الوحي في ذلك كثيرة منها قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر}.

ورابع المقاصد القصص: الذي ورد في تاريخ الأنبياء والرسل [عليهم السلام] وذي القرنين وأصحاب الكهف وغيرهم، وقصص القرآن الكريم تبين لنا ما جرى للأمم الماضية من عز وذل، وما كان لها من رفعة وانحطاط، وما تعاقب عليها من حياة أو موت، مقرونة بأسبابها وعللها من أفعال تلك الأمم وأخلاقها وصفاتها وعاداتها، كما تصف لنا أصحاب الرسالات في احتمالهم لصنوف الأذى في سبيل الله، ومواقفهم البطولية الحاسمة في سبيل الحق والعدل والحياة الكريمة العزيزة، كما ترشدنا إلى عواقب الظلم والترف، وفساد الأخلاق وعواقبها والجبن والخوف في تدهور الأمم وانحطاطها، وذلها وموتها، كما ترشدنا إلى عواقب الصبر والثبات والجهاد والتضحية من نصر وقوة، وعزة وسلطان، نقرأ كل هذه القصص للعبرة والتبصر والاتعاظ، وأخذ الدرس لكي نسلك سبل الهدى، ونتقي موارد الهلاك.

وكل ذلك مفصل في القرآن الكريم بأسلوبه المعجز، الذي يملك على العقل واللسان والقلم مذاهب الفصاحة والبيان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير