تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ (60) الأنفال) فالمقصود أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وأنه واجب على أهل الإسلام ويجب عليهم أن يسعوا لإقامته وأن يقوموا به وإذا قاموا به أن ياخذوا حذرهم فيقوموا بما أمر الله من أخذ الحيطة والحذر قال (فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ) وهذه نستفيد منها أن من أخذ الحذر أن نقيم الجهاد لأن عدونا متى رآنا قد تركنا الجهاد تسلط هو بدوره علينا، متى رآنا قد وضعنا الرايات ولم نقم بأمر الله عز وجل ولم ندافع عن هذه الراية ونسير بها في أصقاع الأرض فإنه لن يدعنا قال الله عز وجل (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ (251)) ففساد الأرض يكون بسبب تقاعس أهل الإسلام في القيام بما أوجب الله عز وجل عليهم. ولاحظوا الآن وهم يتحدثون عن الشرعية الدولية وعن السلام العالمي والأُممية والعولمة كل ذلك يتحدثون عنه من أجل أن يسكتونا ومن أجل أن لا نقوم بالواجب الذي أوجبه الله علينا، فهل فعلوا ذلك هم؟ هل أخذوا بالشرعية الدولية؟ هل سكتوا عمن خالفهم؟ هل تركوا الناس وما هم عليه؟ هل أقنعوا الناس بالحوار وبالمناقشة وبالجدال حتى يتم التفاهم بين الأطراف؟ لا، بل دخلوا بالسلاح مدججين باعظم ما أنتجته الحضارة من أسلحة إلى بلاد المسلمين فأفسدوا في البلاد وظلموا العباد وقهروا أهل الإسلام وما أخذوا بما ينصحون به المسلمين من الشرعية الدولية والحوار والسلام العالمي وأنه لا ينبغي أن تكون هناك لغة للسلاح، أين هي في فلسطين؟ وأين هي في العراق؟ وأين هي في أفغانستان؟ واين هي في كل مكان؟ والله إنهم متى أرادوا أن يخضعوا دولة أو يقوموا بأمر لجأوا للسلاح وقاموا به ونهونا عن أن نفعله نحن فالله عز وجل يقول خذوا حذركم من عدوكم وانتبهوا فإنكم متى تركتم حقطم في جهاد عدوكم فإن عدوكم سيرجع إليكم وسوف يقوم هو بدوره بإذلالكم. قال الله عز وجل (فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) انفروا ثبات يعني جماعة إثر جماعة أو سرية إثر سرية أو انفروا جميعاً كلكم تذهبون وتخرجون في سبيل الله. والنفير واجب على المسلمين إذا استنفرهم الإمام، فإذا قال الإمام أيها الناس انفروا لملاقاة عدوهم وجب عليهم أن ينفروا لملاقاة عدوهم ويكون الجهاد في حقهم فرض عين كما يكون فرض عين إذا استنفر الإمام طائفة خاصة كأن يقول يجب على كل القٌرّاء أن ينفروا معنا في سبيل الله أو أن يقول يجب على كل من تعلم القتال وفنونه أن ينفر في سبيل الله فهذا يكون في حقه فرض عين. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح" يعني لا هجرة من مكة بعد فتحها لأنها صارت دار إسلام، ولكن جهاد ونية، يعني على الناس جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا يعني إذا استنفركم الإمام وجب عليكم النفير وهذا من الحالات التي يتحول فيها فرض الكفاية إلى فرض العين فإن جهاد الطلب فرض كفاية ولكن إذا استنفر الإمام شخصاً بعينه أو طائفة بعينها وجب عليهم القتال في سبيل الله. ثم قال الله عز وجل مبيناً ما يصيب هذا النفير العلة والسوسة العظيمة التي تنخر في جسد الأمة هم المنافقون، هذا هو الطابور الخامس ابتليت به الأمة في عهد رسول الله وما تزال مبتلاة به إلى اليوم مرة تعلو راياتهم ومرة يكبتوا ويصدوا عن أن تكون لهم منابر وفي هذه الأيام صارت لهم منابر ومنابر مؤثرة نسال الله سبحانه وتعالى أن يرد كيدهم في نحورهم. هؤلاء ليس لهم همٌّ إلا التثبيط والقعود عن الجهاد في سبيل الله لأنه ما وراء الجهاد في نظرهم إلا الموت والهلكة وخراب الديار وأيضاً ظهور حقيقة الإيمان ولذلك هم يثبطون المؤمنين عن الجهاد في سبيل الله ويحرصون على ذلك أشد الحرص ويقدرون أنه متى قام سوق الجهاد ضعفت وانحطت راية النفاق. ولذلك يستعملون أسلوب التثبيط والتعويق (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) الأحزاب) وهذا الدور قاموا به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وفي غزوة الأحزاب وقاموا به ايضاً في غزوة تبوك وفي غزوة حنين وفي عدد من الغزوات. المقصود أن الله عز وجل يقول وإن منكم ليبطئن يعني يثبطن الناس عن اللحاق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير