تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والنفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا) ماذا يقول هؤلاء المنافقون؟ هم ينتظرون القدر إن اصابتكم مصيبة قال الواحد منهم قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيداً، فهو يحمد الله أنه لم يحضر تلك الواقعة التي أصيب فيها المسلم (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) بغض النظر عن من تكونون أو ما يحصل لكم من الخير أو يصيبكم من الشر يقول (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) ليس نصرة لدينهم ولا قياماً بالحق الذي يدافعون عنه ويقومون به وإنما طلباً للمغنم فقلبه معلق بالدنيا يعبدها من دون الله عز وجل فهو لا يقيم الأشياء إلا بمقدار ما يكسب في الدنيا نسأل الله العافية والسلامة. ولذلك أمر الله المؤمنين أمراً من عنده مبيناً أن من أراد الأجر العظيم والثواب الجزيل والنصر الحقيقي في الدنيا والآخرة فعليه أن يرفع راية الجهاد ويقاتل في سبيل الله. قال الله عز وجل (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ) يشرون أي يبيعون، الشرى هنا بمعنى البيع، يشرون أي يبيعون الحياة الدنيا ويأخذون الآخرة. هذه الدنيا التي هي متاع زائل وحظ لا ينبغي أن يلتفت إليه مقابل تلك الدارالآخرة ليست بشيء. فهم بيبعون هذا الفاني بذاك الباقي وهذا القليل بذاك الكثير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ما الدنيا في الآخرة إلا مثلما يضع أحدكم أصبعه في اليمّ فلينظر بم يرجع" يعني نسبة الدنيا إلى الآخرة مثل نسبة القطرة التي تصيب الإصبع بالنسبة للبحر الأعظم، ما هي هذه النسبة؟ والله لا تكاد تذكر ولا يمكن أن توضع نسبة بين قطرة وبحر عظيم يملأ الكرة الأرضية. فالله عز وجل يقول (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) ويبين أن القتال الذي تشترى به الآخرة هو ما كان في سبيل الله لا لطلب دنيا أو جاه أو سعة رقعة أو توسيع مملكة أو نحو ذلك من المقاصد والأهداف التي يسعى لها الناس. قال الله عز وجل (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) أعاد المقصود مرة أخرى تأكيداً عليه وبياناً لأهميته لأنه هو الذي يكون فيه الأجر ويكون به النصر ويحصل به الخير في الدنيا والآخرة، ما قال ومن يقاتل وإنما قال (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) سواء قتل فذهب شهيداً أو غلب فحصل له الأجر العاجل في الدنيا (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) لم يقل سيؤتى وإنما قال نؤتيه بل الله ذاته يؤتيه ولاحظوا أنه جاء بنون التعظيم (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) نكّر الأجر ليعظّمه ثم وصفه بأنه عظيم ليبين أنه لا أعظم منه، هو عظيم لو كان من الله فكيف وقد وصفه الله بأنه أجر وأنه عظيم؟! نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع راية الجهاد ويعلي كلمته في البلاد وبين العباد وأن يرد للمسلمين سالف عزهم وتمكينهم إنه ولي ذلك والقادر عليه. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Aug 2009, 07:34 م]ـ

بارك الله فيك ..

ممكن تردد القناة؟

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:17 ص]ـ

وفيك بارك أخي الكريم

تردد القناة على عربسات هو:

11862 أفقي

متابعة طيبة إن شاء الله

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:21 م]ـ

الحلقة السادسة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد فهاذ هو المجلس السادس من برنامجكم أضواء المقاطع ومع الجزء السادس في سورة المائدة في قول الله عز وجل من الآية 51 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير