تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لهم عداوة متأصلة حقيقية وأنه ليس لهم عندنا إلا العداوة ولكن هذه العداوة لا تمنعنا من البر ولا تمنعنا من العدل مع من كان كذلك إذا لم يسئ هو إلينا ولم يجرّ علينا بلاءً. فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد المسلمين إلى جادة الحق والصواب في هذا الباب. هذا الباب الذي يحرص الأعداء فيه حرصاً شديداً على أن لا يُشهر ويحاولون أن يشككوا فيمن يتحدث عنه علماً بأن الآيات القرآنية مُحكمة وبيّنة في هذا الأمر وواضحة وظاهرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي (1) الممتحنة) ويقول جل وعلا (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ (4) الممتحنة) (إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ) يعني لا تتخذوا إبراهيم أسوة في تلك المسألة وهي عندما قال لأبيه (لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ). فيقال لا تتخذ إبراهيم في هذا الباب ولكن اتخذه قدوة في معاداته لأعداء الله وتبرئه منهم (إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ) فنحن يجب علينا أن نتأسي بالأنبياء وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك وأن نقوم بذلك خير قيام. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شر أعدائنا وأن يعيننا على تولي المسلمين والبراءة من الكافرين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2009, 05:34 م]ـ

الحلقة السابعة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد. هذا هو المجلس السابع من برنامج أضواء المقاطع والذي نتحدث فيه عن تفسير مقاطع من كتاب الله عز وجل في كل يوم نأخذ مقطعاً مختاراً من جزء مناسب لليوم الذي نحن فيه فهذا هو الجزء السابع فنأخذ فيه هذا المقطع السابع من الآية 66 من سورة الأنعام حيث يقول الله عز وجل (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (66) لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)) يذكر الله عز وجل لنبيه أن قومه قد كذبوا بالقرآن وأن تكذيبهم به تكذيب بأمر ظاهر وهو الحق قال (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ) قومك الذين يعرفونك معرفة تامة ويعلمون أنك لا تكذب ولم يجربوا عليك في جاهلية ولا إسلام كذبة واحدة، كذبوا من دون بيّنة ولكنه الحسد والكبر ومتابعة السادة والطغاة على التكذيب ليس إلا. قال الله عز وجل (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ) الحق الذي لا مرية فيه، حقٌ لأنه من عند الله وحقٌ لأنه مطابق للواقع لا يختلف عن الواقع مثقال ذرة وحقٌ لأن جميع ما فيه صدق من عند الله سبحانه وتعالى كل كلام في هذا العالم ما لم يكن كلام الله أو شيئاً أوحى به الله فإنه يحتمل أن يكون حقاً ويحتمل أن يكون باطلاً أما كلام الله فكله حق لأن الله هو الذي خلق وهو سبحانه وتعالى بكل شيء عليم وهو أصدق القائلين (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87) النساء) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) النساء) ولذلك المؤمن يأتي إلى القرآن ويأتي إلى الوحي وهو مطمئن ليس في قلبه مثقال ذرة أنه سيأتي إلى كلام يتردد فيه أو يشك في نسبته أو في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير