تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الناس لك يقومون بحقك. إذن مُر بالمعروف قم بالواجب وأد ما أوجبه الله عليك من الأمر بالمعروف والنصح لخلقه والقيام بشؤونهم وإياك أن تنتظر منهم أن يردوا إليك هذا الجميل أو أن يحسنوا إليك بل خذ منهم ما سمحت به أنفسهم وما تفضلت به ولا تلمهم على شيء ادخروه عنك. وأنت قم بما أوجب الله عليك فأُمر بالعرف وإذا أمرت بالعرف ماذا يكون؟ لا بد أن يصلك شيء من الأذى من الخلق ولا بد أن يصيبك شيء من ظلمهم وبغيهموعدوانهم فإن هذه سنة الله عز وجل فيمن يأمرون بالمعروف ولذلك قال (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) فأنت سينالك شيء من جهلهم وعدوانهم فإياك أن تقابل الجهل بجهل مثله. فإذا أمرت إنساناً أن يصلي وقلت له صلِّ يا فلان أو قلت له يا فلان حضرت الصلاة فقم إلى الصلاة فقال إذهب، أُغرب عني، دعني وما أنا فيه، لكم دينكم ولي دين، يا رجعي، يا أصولي، مالك ولي؟ نحن في دولة ديموقراطية، مالك والناس؟ عليك أن يخصك. إياك أن يحملك هذا الكلام من هذا الرجل الذي استفزك بأن ترد عليه بمثل كلامه، أعرض عن الجاهلين. أنت أمرت ولا يأمرك الله عز وجل بشيء أكثر من ذلك. انتبهوا لهذا المعنى العظيم وهذا المعنى الطيب (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) ولذلك الداعية الحق عندما يدعو لا يلتفت إلى الوراء ولا يحاسب الناس بل يدعو إلى الله عز وجل ويقابل السيئة بالحسنة (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (34) فصلت) هذا ما سيكون حقاً وهو أن تقابل جهل الجاهلين بالإحسان منك فإنك سترى أثر ذلك واضحاً عليك وعلى طريقة تعاملهم معك قال (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) كأنه بسبب إحسانك إليه ولي حميم (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) جعلني الله وإياكم منهم.

قال الله عز وجل (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) إذا وسوس الشيطان في قلبك وقذف في قلبك شراً وقال لك انظر ماذا يفعل هذا الرجل، ماذا قال هذا الرجل، فلان لم يحترمك وفلان لم يقدرك وفلان لم يستمع إليك، متى نزغ الشيطان بنزغ من عنده فرُدّ كيده بشيء واحد لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً، رُدّه بشيء واحد وهو أن تعتصم بالله وحده وبجنابه الكريم من شر الشيطان الرجيم فتقول أعوذ بالله من شر الشيطان ويرتد على عقبيه. وهذا جاء بعد قوله (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) ومناسبة ذلك أتم مناسبة لأن الإنسان في أول الأمر قد يُعرض عن الجاهلين لكن الشيطان يأتي إليك ويقول لك فلان يسخر منك وتتركه؟ فلان يحط من قدرك ولا ترد عن نفسك؟ بل إنه أحياناً يتلبس لبوس الدين غيرة للدين فيقول يؤذيك ويسب دينك ولا تنتصر لدينك؟ إنتصر لدينك وهو يريد أن يغرر بك ويوسوس لك بحجة أنه يريد إكرامك. قال الله عز وجل (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ) إذا جاءت هذه الوساوس إلى قلبك وبدأت ترد على فؤادك فاحذر والجأ إلى الله لردّها فإنك لا تستطيع أن تدافع إبليس. المسيء إليك من بني الإنسان تدفعه بالإحسان (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أما إبليس فلا تنفع معه مداراة عدو حقيقي لدود لا يرضى إلا أن تدخل معه في نار جهنم، هذا الذي يرضيه، إذن ماذا تفعل؟ في هذه الحالة مالك إلا شيء واحد وهو أن تستعيذ بالله وأن تعتصم بجنابه الكريم فتقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فيندحر أو تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم أي الله فيندحر إبليس أو تقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فيندحر إبليس. هذا الذي يجب علينا عندما ينزغ الشيطان في قلوبنا نلجأ إلى الله ونستعيذ بجنابه. وهنا قد يسأل سائل لماذا؟ لأن الشيطان لا يُرى ولا يُعرف مكانه والأعلم بكيده ونزغاته ووساوسه هو الله والأقدر على ردّ ذلك هو الله، إذن اختصر الطريق، تجلس أنت تدافع وتدافع، إلى متى؟ أنت تمل وهو لن يمل وسيبقى لأنه خلق من أجل هذا وأنت لا قدرة لك ولا طاقة بك على المصابرة في هذا الباب إذن إختصر الطريق واتصل بالله الذي خلقك وخلقه وهو أدرى بضعفك وأسمع لدعائك وقل أعوذ بجنابك يا الله من شر هذا الشيطان فيندحر الشيطان ويذهب ولا يصل إليك بإذن الله. أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعلنا جميعاً ممن يأخذون العفو ويأمرون بالعرف ويعرضون عن الجاهلين وإذا نزغهم من الشيطان نزغ استعاذوا بالله إنه هو السميع العليم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[التواقة]ــــــــ[31 Aug 2009, 08:13 ص]ـ

لا أملك إلا الدعاء لك بأن يجعلك الله مع العلماء الربانيين،

حقا كم ووفرت علي الجهد فأنا كنت أود متابعة هذا البرنامج لكن لا توجد عندي القناة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير