تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإسلام إلا صلاة بالنهار وصلاة بالليل وكان الله قد أوجب عليهم أيضاً قيام الليل ثم نسخه عن عامة المؤمنين وابقاه واجباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سورة المزمل. قال (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) الحسنات أياً كانت صلاة أو صوماً أو وكاة أو حجاً أو عمرة أو ذكراً أو تلاوة للقرآن يذهبن السيئات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" فإن الإنسان إذا فعل سيئة ثم أتبعها بحسنة محت تلك الحسنة السيئة. قال الله عز وجل (ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) ذلك الذي أمرناكم به ودللناكم عليه ذكرى للذاكرين وليس المقصود بهذا أنها ليست ذكرى لغيرهم ولكن الذاكرين ينتفعون بها ولذلك خصهم الله عز وجل بذلك. ثم ختم الله هذه الآيات بقوله (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) بدأ الأمر بالاستقامة وختم بالصبر وماذا بين الاستقامة والصبر؟ متلازمان، لا يمكن للإنسان أن يستقيم إلا بالصبر ولا يمكن للإنسان أن يكون صابراً وهو غير مستقيم وأعظم الصبر هو الصبر على طاعة الله عز وجل ولاحظوا كيف جعل الله عز وجل المُظهر مقام المضمر فقال (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) ولم يقل واصبر فإن الله لن يضيع أجركم أو أجره وإنما قال (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) للدلالة على أن من استقام كما أثمر ولم يطغَ ولم يركن إلى الذين ظلموا واقام الصلاة وصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة فإنه يكون من المحسنين. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن استقاموا كما أمروا ولم يطغوا ولم يركنوا للذن ظلموا واقاموا الصلاة وأدّوها كما أمر الله أن تؤدى وصبروا في كل الأحوال صبروا على طاعة الله وصبروا عن معصية وصبروا على أقدار الله المؤلمة وجعلهم الله بذلك من المحسنين وأورثهم حسن العاقبة في الدنيا وفي الآخرة. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2009, 05:10 م]ـ

الحلقة 15

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فهذا هو المجلس الثالث عشر من مجالس هذا البرنامج المبارك أضواء المقاطع نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما فيه من العلم والهدى والإيمان. في هذا المجلس نأخذ مقطعاً من الجزء الثالث عشر من سورة إبراهيم من الآية 35، قال الله عز وجل (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36) رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (38) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)) إلى آخر الآيات التي ذكرها الله عز وجل من قصة إبراهيم ودعواته في سورة إبراهيم. في هذه الايات يذكر الله سبحانه وتعالى قصة إبراهيم ليحتج بها على المشركين. المشركون الذين اشركوا في البلد الحراك ليقول لهم إن أباكم إبراهيم جاء بالتوحيد وبالحنيفية وبنبذ الأصنام ودعا الله سبحانه وتعالى أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام فكيف خالفتم طريقته وسلكتم غير مسلكه وجئتم بهذا الشرك العظيم الذي غيرتم به ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام. ولذلك قال (وَإِذْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير