تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: ولذلك قوله تعالى (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) العلق) يجب أن تكون نبراساً لحياتنا. عندما يعلم الإنسان أنه سيرجع إلى الله تعالى سيتصاغر ويتواضع ويحرص أن لا يترفع على الله أو على عباد الله أو أن لا يستكبر على الدعوة الحقة أو على ما يقال له أو ما يسمعه من الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى وهذه نلاحظها في الذين تأتيهم الدعوة لأول مرة قد يردونها لأنهم ينسون الآخرة وأنهم سيبعثون لأن الحق دائماً عليه بينة وعليه نور فإذا نسي الإنسان فإنه يضرب بالحق عرض الحائط ولا يبالي برد الحق لكن إذا كانت الآخرة حية في قلبه ويخاف من لقاء الله عز وجل ويخشى أن يموت على حال هو ليس فيها على الحق فإنه في هذه الحالة سيرجع ويتذكر ويتعظ ويتقبل الحق ولا يستغني عنه طرفة عين.

د. الربيعة: لعلنا نأخذ من هذه الآية أن أعظم ما يوعظ به أولئك الناس الذين طغوا بأموالهم وأملاكهم هو أن يوعظوا بنهايتهم وموتهم وعاقبتهم وأنهم إلى الله صائرون لأن الله تعالى قال (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) أي أيها الإنسان الطاغي الذي قد استغنيت بمالك إعلم أنك راجع إلى الله. لذلك ينبغي أن نجعل هذا في معالجة أهل الطغيان إذا رأينا إنساناً ألهاه ماله فينبغي أن نذكره بمآله.

د. الخضيري: لو نقف عند قوله الله عز وجل (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) العلق) عندما عاتب الله سبحانه وتعالى الإنسان الذي نهى وطغى وآذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعده بقوله (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) ما هي الفائدة العملية التي نستفيدها في حياتنا من هذا التأنيب والعتاب من الله سبحانه وتعالى؟

د. الربيعة: الحقيقة أن هذه الموعظة وهذا الخطاب كاف للإنسان أن يزجره عن طغيانه وعن صده عن سبيل الله وعن إعراضه فيقال له (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) ألم تعلم أن الله قادر رب الخلق أجمعين والملك سبحانه وتعالى ذو السلطان العظيم يراك فكيف سوف يعاملك؟ لا شك أن هذا سوف يدعوه إلى الخوف من الله عز وجلز ثم إننا نأخذ من هذه الآية منهجاً في حياتنا نحن بأننا نجعل هذه الاية منهج حياة، كيف ذلك؟ ألم نعلم بأن الله يرة، إجعل هذه الكلمة أمام عينيك في كل حياتك فأنت أخي الشاب وأنت أختي الفتاة عندما يأتيكم الشيطان ليغريكم بشهوة تطغوا بها ادعلوا هذه الجملة أمام عينيكم.

د. الخضيري:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى العصيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

هذا الذي خلق الظلام أو جعلني في غرفة وحدي أو في مكان لا يراني فيه أحد من البشر فإن الله سبحانه وتعالى مطّلع ويراني فيه. ونحن يجب أن نربي أبناءنا على مراقبة الله في كل شيء. قيل أن مربياً أراد أن يربي تلاميذه على هذا المعنى فأعطى كل واحد من طلابه دجاحة وقال إذهب واذبحها في مكان لا يراك فيه أحد فذهبوا وكل واحد اختبا في مكان لا يراه فيه أحد فذبحوا الدجاجة التي أعطاهم إياها ثم عادوا فعادوا جميعاً وقد ذبحوا ما معهم إلا طالب واحد فقال له لم لم تذبح الدجاجة التي أعطيتك إياها؟ فقال لم أجد مكاناً لا يراني فيه أحد، قال ولم؟ قال لأنه لا يوجد مكان إلا والله سبحانه وتعالى يراني فيه فقال أحسنت وأعطاه جائزة.

د. الربيعة: وذكر لي أحد الإخوة الشباب يقول أكون لوحدي أحياناً في غرفتي فيغريني الشيطان بفتح بعض المواقع الإباحية على الانترنت يقول فأقع أحياناً في ذلك فيقول أرشدني أحد الإخوة أن أضع هذه الكلمة أمام عيني وأضعها أمامي على شاشة الكمبيوتر فقصصت هذه الآية ووضعتها (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) موعظة يجدد بها مراقبته لله عز وجل فالحق أن هذه الآية منهج حياة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير