تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: لعلنا نختم بقول الله عز وجل (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) العلق) يعني أن الداعية إلى الله عز وجل ومن يريد إنقاذ الناس ومن يقوم بأمر الله ينبغي له أن يصبر على ما يلاقيه من العذاب وأن يثبت على دينه ودعوته وأن لا يبيع دينه لأجل ضغوط قليلة أو بعض محاولات من أعداء الدعوة أو مناوئين لها يريدون قطع الطريق على الداعية بل يثبت والعاقبة للتقوى والعاقبة للمتقين (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) فكان أبو جهل يحاول أن يصد النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يصلي وأن يقوم بأمر الله عز وجل فالله عز وجل يثبته ويقول له لا تطعه ثم يأمره بما يدل على التوحيد (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) يعني اسجد لله سبحانه وتعالى فإنك إن سجدت لله حصل لك القرب من الله سبحانه وتعالى وهذا يفسره قول النبي صلى الله عيله وسلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء.

د. الربيعة: لعلنا نلمس من ختام هذه السورة بهذه الجملة العظيمة أنه ابتدأها بالأمر بالعلم والعلم إن لم يحكمه تقوى الله فإنه قد يؤدي بالإنسان إلى الطغيان فإذا ملك الإنسان علماً أيّ علم سواء علم الشرع أو علم الدنيا فينبغي أن يُخضعه ذلك لله عز وجل وأعظم سبيل للخضوع إلى الله هو العلم لأن الله عز وجل قال (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (28) فاطر) الذين يعرفون على الحق والحقيقة ويقفون عليها فيدفعهم ذلك إلى معرفة الله. وأيضاً نلمس من هذه الآيات العظيمة أنه قال (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) هل يمكن أن نلمس منها معنى يدلنا على أمر السجود؟

د. الخضيري: السجود أعظم أعمال الصلاة فأنت لن تكون أقرب إلى الله عز وجل في حال مثلما تكون في حال السجود فكلما سجد الإنسان اقترب إلى الله لأنه يظهر العبودية لله عز وجل ويجعل أشرف أجزاء جسده مستوية مع مواطئ قدميه خضوعاً لله عز وجل.

د. الربيعة: يعني نستطيع أن نقول أيها المسلم إذا أردت أن تقترب من الله وتتقرب منه صلة به ومنزلة عنده فأكثر من السجود ولعل هذا يدلنا على قصة خادم النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاء له بوضوئه قال من أتى بوضوئي؟ قال أنا، قال سلني، قال أرجئني، فكر في الأمر لأن هذه دعوة سيدعو له النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد قال اسألك مرافقتك في الجنة فقال أعني على نفسك بكثرة السجود. غذا كنت تريد المراتب العالية والمراتب السامية فعليك بالخضوع والذل ببه سبحانه وتعالى. ما أعظم هذه السورة وما أعظم أن نتدبرها لنشرف بها ونشرف بالعلم ونشرف بالقرب من الله عز وجل ونشرف بهذا الوحي العظيم الذي أنزله الله تعالى ليكون شرفاً لنا وعزاً لنا فلنقرأ هذه السورة أيها الإخوة قراءة متدبرة لنسير فيها مسيراً نصعد به في أمتنا وفي أنفسنا إلى علوٍ وسمو نسأل الله عز وجل أن يشرفنا بالقرآن والعلم وإلى اللقاء بإذن الله عز وجل في جلسة أخرى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:48 م]ـ

الحلقة الثانية:

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله القائل (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) ص) والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد حياكم الله جميعاً في هذا المجلس المبارك من مجالس برنامجكم لنحيا بالقرآن، برنامج نتحدث فيه عن قضية مهمة، قضية يجب على كل مسلم ومسلمة أن ينتبه لها وهي تدبر القرآن. تدبر القرآن امتثالاً لأمر الله عز وجل في قوله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد) وفي قول (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) النساء) وكذلك في قول الله عز وجل التي افتتحت بها هذا البرنامج (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) ص). أنزل الله هذا الكتاب من أجل أن يُتلى وأن يتدبر ليعمل به ليكون منهج حياة يحيا به المسلم وينطلق منه ويعود إليه ويتحاكم إليه ويعيش به حتى يسعد وينجو ويُفلح ويرى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير