تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: ولذلك أحب أن اذكر لإخواني بما أن وقت البرنامج هو ثلث ساعة وسنستعرض سور قصار المفصّل كلها لن نقف عند كل آية ولن نستطيع ذلك لكن سنختار من كل سورة موطنين أو ثلاثة وقد نصل إلى أربعة مواطن أو خمسة نستنبط منها عملاً حتى نحيا بالقرآن بالفعل. بمعنى أن نأخذ من السورة قضية أو قضيتين أو ثلاثة وأعطيكم مثالاً إذا وصلنا إلى سورة الماعون سنتحدث عن قول الله عز وجل (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)) أثر التكذيب بالدين على حياة الإنسان وعلى أعماله الصالحة والفاسدة، سنتحدث عن إكرام اليتيم وحرمة إهانته، سنتحدث عن الحضّ على إطعام المساكين، سنتحدث عن خطر الرياء، سنتحدث عن خصلة عظيمة جداً سيئة وقع فيها المشركون وتحدث القرآن عنها وهي منع الماعون، نقول أيها المسلم إياك أن تمنع الماعون وإياك إذا استعار منك أخوك المسلم شيئاً أن تمنعه إياه إذا كان فائضاً عن حاجتك! إلى آخر ما هنالك وهذا هو مقصودنا، لا أنت نتحدث عن الغريب ولا عن المعاني التفصيلية أو الدقائق التي يستنبطها العلماء من الآيات حتى نقول لكم جميعاً أيها المشاهدون هذا القرآن بين أيدينا إنه منهج حياة وينبغي أن نعود إليه ونعلم أنه من أيسر الأشياء أن نعود إليه وأن نستفيد منه كما قال الله عز وجل (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)

د. الربيعة: لعلك شوقتنا يا دكتور محمد للبدء بهذا البرنامج.

د. الخضيري: لعلك تبدأ بالاستعاذة.

د. الربيعة: لا شك أن الله عز وجل أمرنا حينما نقرأ كتابه بالاستعاذة به من الشيطان الرجيم لأنه هو الذي يصرفنا عن هذا القرآن الذي به حياتنا ولا شك أن الشيطان لا يريد حياتنا حقيقة وكما قال تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل) فالمسلم وهو يريد أن يقرأ القرآن ينبغي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويستحضر أن خلفه عدو يتربص به يصرفه عن هذا القرآن.

د. الخضيري: بل إنه لا يشتد حزنه ولا يتألم في حال مثلما يتألم إذا رأى المسلم أقبل على القرآن.

د. الربيعة: ولذلك يلحظ أحدنا وهو يقرأ القرآن يأتيه الشيطان يذكّره ببعض أعماله الدنيوية، نسيت الإتصال على فلان، أو يملله لكي يغلق المصحف لأن هذا القرآن هو عدوه الأول، هو يُفسد وهذا القرآن هو المُصلِح الأول.

د. الخضيري: ولذلك سنلاحظ في آخر سورة وهي سورة الناس أن الله عز وجل بين أن الشيطان وسواساً خناساً، متى يوسوس ومتى يخنس؟ يوسوس إذا غفلت عن ذكر الله وبعدت عن ذكر الله ويخنس يعني يهرب ويشتد هربه عندما تقبل على الله وتذكر الله سبحانه وتعالى. فدواء إبليس وعدوه الأول الذي لا يمكن أن يجتمع معه هو ذِكر الله وذكر الله أعلاه تلاوة القرآن. ولهذا نقول لماذا شُرعت الاستعاذة في بداية القرآءة؟ لأن الشيطان حريص على صرف الإنسان عن القرآءة.

د. الربيعة: لكن هل الاستعاذة مشروعة عند كل قرآءة؟ يقرأ الإنسان ثم يكون هناك مجلس يقرأ كل أحد فهل مشروعية الاستعاذة لكل أحد أو لأول ما يُقرأ القرآن في أول مجلس؟

د. الخضيري: الذي يظهر لي والله أعلم أن قرآءة الأول واستعاذة الأول هي استعاذة للجميع. كما أن الإنسان إذا دخل في القرآءة فاستعاذ ثم أراد أن ينتقل إلى سورة جديدة أو مقطع آخر يقرأ منه فإنه لا يحتاج إلى استعاذة جديدة ما دام في نفس المجلس أما إذا انقطع المجلس وانقطعت التلاوة تماماً وأراد أن يعود إليها مرة أخرى فإنه يستعيذ.

د. الربيعة: لو وقفنا وقفات بسيطة مع جُمل هذه الاستعاذة؟ ما هو العوذ؟

د. الخضيري: هو الإلتجاء والاعتصام بجناب الله عز وجل، أنا ألتجيء بجناب الله وعظمته من أن يدخل عليّ الشيطان.

د. الربيعة: ونعم بالله، إستعانة بعظيم.

د. الخضيري: ولاحظ أنها جاءت بالجملة الفعلية يعني أنا استعيذ مرة بعد أخرى فأنا بحاجة إلى مدد من الله سبحانه وتعالى دائماً وابداً لأن الصراع مع الشيطان باقي ودائم ومستمر إلى أن تغرغر الروح وتفارق هذا البدن.

د. الربيعة: الشيطان هل معناه له دلالة بما يوسوس له ويوصف به وعمله؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير