تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: الشيطان يقول العلماء أنه مأخوذ من شطن أي بعُد فلبعده عن ذكر الله عز وجل وعن طاعته فإنه سمي شيطاناً. وسُمّي رجيماً أيضاً لأنه مبعد ومطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى. ولا يختصر ذلك على الشيطان المعروف الذي هو أبو الجنّ بل كل من سلك سبيله وسار في دربه وصار مناوئاً لدعوات الرسل وعدواً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فهو شيطان وهو رجيم. حتى الكُتاب الذين يكتبون ويشككون الناس في كتاب الله عز وجل هم شياطين نعوذ بالله منهم ومن شرهم ومن وسوستهم.

د. الربيعة: ولذلك لم يقل أعوذ بالله من غبليس وإنما أعوذ بالله من الشيطان لأنها أعم. لعلنا ندلف إلى البسملة.

د. الخضيري: البسملة عظيمة وينبغي أن نقف عندها لأنها هي حقيقة الإستعانة بالله جل وعلا. الباء في البسملة هي الاستعانة. فمعنى ذلك أنك إذا قلت بسم الله كأنك تقول أستعين باسم الله وهذا يدلك على أن المسلم لا يستقل بشيء ولا يستطيع أن يقوم بشيء إلا أن يعينه الله سبحانه وتعالى عليه فهو يعلم أنه مفتقر إلى الله في كل شيء ويعلم أنه لا يستطيع أن يقوم بشيء إلا إذا أعانه الله عليه. ولذلك المسلم كلما بدأ بعمل يقول بسم الله، إذا أكل قال بسم الله، إذا ذبح قال بسم الله، إذا خرج قال بسم الله، إذا نام قال بسم الله، إذا دخل المسجد قال بسم الله، هذا يعني أن بسم الله منهج حياة يعني أني أستعين بالله على كل أموري لا أتصرف في شيء حتى أُعلن لله أني أطلب العون منه، هذا معنى بسم الله هي توحيد بل هي حقيقة التوحيد في الاستعانة بالله وإظهار الافتقار التام له سبحانه وتعالى.

د. الربيعة: ولعل دليلها قوله (إياك نعبد وإياك نستعين) العبادة لا تكون إلا بالاستعانة بالله ولذلك في الدعاء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" لا سبيل لك للعبادة الحقة إلا بعون الله

إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فكل ما يجني عليه اجتهاده

د. الخضيري: وبهذه المناسبة نلاحظ أنه إذا نادى المنادي للصلاة فقال حيّ على الصلاة نقول لا حول ولا قوة إلا بالله يعني أننا نستعين بالله في أن يقوينا، في أن يعطينا القوة على إقامة هذه الصلاة. لعل هذه الإلماحة عن البسملة تعطينا جميعاً أهمية هذه البسملة ولكن أحب أن أبيّن أن البسملة إنما تقال في افتتاحية السورة وليس في افتتاحية القرآءة يعني لو قرأت سورة البقرة من وسطها – لا شك أن بعض أهل العلم يرون أن تقرأ البسملة – لكن الذي يظهر والله أعلم أن البسملة تُقرأ حيث كُتبت متى مررت بها في أول السورة تقرأها وإذا كنت تقرأ في وسط السورة وبدأت من وسط السورة فإنك تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتبدأ قرآءة الآيات.

د. الربيعة: الإستعاذة في أول السورة وفي وسطها وفي آخرها وفي أي مكان في أول القرآءة.

د. الخضيري: أما البسملة فتكون في أول السورة. وبهذا نكون قد أعطيناكم لمحة عن حقيقة هذا البرنامج وأهمية التدبر وما هي المعالم العامة والواضحة لفكرة هذا البرنامج وافتتحنا بالحديث عن الاستعاذة وعن البسملة. نسال الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في بقية حلقات هذا البرنامج إلى أن نصل إلى مرادنا وأن نفتح قلوبنا وقلوبكم لهذا القرآن العظيم وهذا الوحي الإلهي الكريم. أسال الله أن ينفعنا وإياكم بكلامه وأن يجعلنا من يستمعون القول فيتبعون أحسنه وإلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:55 م]ـ

نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك

4/ 9/1430هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Aug 2009, 01:15 م]ـ

اللهم آمين، جزاك الله خيراً أخي الفاضل على التعقيب.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Aug 2009, 09:48 م]ـ

الحلقة الرابعة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير