لا يقول يا رب أعني على أن أقوم يا رب أعني على أن أخشع في صلاتي، يا رب أعني على أن تقبل مني صلاتين يا رب أعني على أن أفهم هذا القرآن، يا رب أعني على أن أكون معك في عبادتي، يا رب اجعل هذه الصلاة أحب شيء إلي وقرة عيني كما كانت قرة عين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه حقيقة هي العبودية مع الاستعانة. والصنف الرابع هم من يستعينون ولا يعبدون أولئك الذين لا يعبدون الله عز وجل لا يقومون بالفرائض ولا يؤدون الواجبات بل ويرتكبون المحرمات لكنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون الوصول إلى حاجاتهم إلا بالله فتجده كلما وقعت مصيبة يقول يا رب واستعان بالله حتى أنه يستعين بالله على الحرام فتجده مثلاً لو يريد أن يسرق بيتاً تجده يقول يا رب، هو يستعين لكن أين هو من العبادة؟! هذا ليس عابداً وهذا كثير في اللصوص وكثير فيمن عنده أصل التوحيد توحيد الربوبية لكن ليس عنده عبادة ولا شرع يقوم به. بل ويقع في المشركين كانوا إذا اشتد بهم الضر التجأوا لله عز وجل.
د. الربيعة: ولهذا قرن الله سبحانه وتعالى العبادة بالاستعانة وأنها لا تأتي إلا بإذن الله تعالى. ومواصلة للحديث في أمر العبادة وشأنها في الإنسان هي الغاية التي خُلِق من أجلها.
د. الخضيري: لكن ما هي العبادة؟
د. الربيعة: العبادة كما بينها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هي إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
د. الخضيري: يعني ليست هي الصلاة والزكاة والحج فقط
د. الربيعة: بل هي كل ما يحبه الله.
د. الخضيري: بر الوالدين عبادة، صلة الرحم عبادة، الإنفاق على الأولاد عبادة، طلب الكسب الطيب يكون عبادة، النوم من أجل الاستيقاظ للصلاة والاستعانة على الأمور المباحة التي أباحها الله يعتبر عبادة أيضاً.
د. الربيعة: إذن يستطيع الإنسان أن يسأل نفسه وهو هل هذا العمل يحبه الله؟ هل هذا العمل يرضي الله؟ سيفتيه قلبه لأن قلبه على الفطرة فسيقول هذا من العمل الذي يحبه الله ويرضاه فيستعين بالله تعالى ويفعله فالعبادة هي حياتنا كلها في صلاتنا وزكاتنا وبرنا وفي نومنا وأكلنا وشربنا وذهابنا وإيابنا (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) الأنعام) من الذي يستشعر عبودية الله في حياته كلها فيوقف حياته كلها لله؟!
د. الخضيري: ولذلك ينبغي أن نعلم أن الفرق بين كثير من العابدين وكثير من الغافلين هو في أنهم يستحضرون أنهم يتعبدون لله يعني الفرق في استحضار النية. العابد يأكل والغافل يأكل ولكن العابد ينوي بهذا الأكل ليس اللذة فقط وإنما التقوي على عبادة الله، التقوي على صلى الرحم، التقوي على طلب العلم، التقوي على الكسب الحلال وأما الغافل فيأكل لأجل اللذة ياكل من هذا ومن هذا وهذا، هذا أكل وهذا أكل نفس الطعام على نفس المائدة هذا أُجر وهذا لم يؤجر، لا نقول أثِم وإنما نقول لم يؤجر ففاته حظه من العبادة.
د. الربيعة: يعني لا يجد الإنسان أجره إلا بما استحضره من النية
د. الخضيري: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"
د. الربيعة: كنت قبل قليل مع أحد المصورين معنا وقلت له أنت الآن تعمل في قناة الخليجية المباركة فمع أنك تعمل وتأخذ مبلغاً من المال وأجراً دنيواً لكنك تعمل في خدمة للإسلام لو استحضرت هذه النية فإن هذا عمل عظيم
د. الخضيري: وتؤجر كما يؤجر أولئك الذين بذلوا أموالهم وقدموا أنفسهم أو تكلموا في هذا البرنامج وبهذا تكون قد خدمت نفسك ودينك
د. الربيعة: ولهذا نقول كل إنسان في أي مجال من مجالات الخير الت يخدم بها دين الله فهو على أجر عظيم باستحضار النية سواء كان في مجال حتى في علم الرياضيات وعلم الكيمياء كم من علماء المسلمين الذين صعدوا فكان لهم شأن في هذه العلوم. نحن المسلمون أكرمنا الله عز وجل بأن جعلنا بهذه النية الصالحة نبلغ عبادته رضى. لو أننا نتأمل هذه الآية الكريمة العظيمة (إياك نعبد) قوله غياك نعبد ولم يقل نعبدك ونستعين بك هل نلمس منها معنى معيناً يستحضره الإنسان وهو يقرأ هذه الآية؟
¥