تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: وهذا الكلام يحل لدينا مشكلة، ما هو معنى إهدنا الصراط المستقيم؟ قد يفهم بعض الناس أن إهدنا بمعنى دلنا وأرشدنا فيقول أنا الآن عرفت الإسلام وعرفت الدين فلماذا أسال الله في كل صلاة أن يهديني للإسلام وقد هديت للإسلام؟ فنقول نعم إهدنا الصراط الكستقيم تعني دلنا على الصراط المستقيم وهو الإسلام والدين والقرآن والسنة والجماعة هذا المعنى الكامل وهو أيضاً لمن تحقق به فعرف الإسلام دلالة على الأشياء التفصيلية. يا من هديت إلى الإسلام هل هديت إلى كل ما يريده الله منك في هذا الدين؟ لا شك أنه ما أحد منا يدّعي ذلك ولذلك نحن بحاجة إلى الهداية.

د. الربيعة: إذن المقصود بالهداية هنا طلب الهداية الكاملة في جميع شؤون الحياة.

د. الخضيري: ولذلك افترض أنك هُديت فتعلمت لنفترض هذا وهذا قد لا يكون إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما هديت إلى العلم فهل ستُهدى إلى العمل؟ أنت بحاجة إلى أن تسأل الله أن تُهدى إلى العمل لأنك إذا عرفت ولم تعمل لم تُهدَ إلى الصراط المستقيم.

د. الربيعة: وصف الله الصراط، مّرت علي لطيفة في قوله الصراط، لماذا عبّر بالصراط بدل أن يعبِّر بالطريق؟ أنه يتذكر الإنسان بهذا اللفظ (إهدنا الصراط) صراط الدنيا بعبادة الله وصراط الآخرة الذي يسلكه إلى الجنة والمنصوب على متن جهنم. هو يقول إهدنا الصراط المستقيم في هذه الدنيا بعبادتك واهدنا الصراط المستقيم للآخرة لننال جنتك. هل هناك معنى يستحضره المشاهدون من وصف الصراط بالمستقيم؟

د. الخضيري: يظهر لي والله أعلم أن المستقيم هنا يدل على أن الإنسان يبنغي له أن لا يتذبذب وأن لا يتراجع وأن لا يتوقف وأن هذا الصراط أيضاً واسع يسعني ويسعك أنت تعمل في الأعمال الخيرية وأنا في طلب العلم وهذا في نفع الناس والثالث في بر الوالدين والرابع في الصلاة والخامس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسادس في الجهاد في سبيل الله فهو صراط واسع ومستقيم موصل إلى الله عز وجل.

د. الربيعة: وسهل، يعني الدين واضح جداً وميسور لا يحتاج إلى أن الإنسان يتقعر ويتشدد إنما هو يسلك ما أرشده الله إليه ورسوله. بعد هذا يقول الله عز وجل تأكيداً على هذا الصراط (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) لماذا أكّد مرة أخرى طلبه بقوله (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ)؟

د. الخضيري: ليبيّن من هم أهل هذا الصراط وأهل هذا الصراط وصفهم اله عز وجل في آية أخرى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) النساء) هذا الصراط قد تخترعه لنفسك أو قد تتخيله، قال لا، قد كفيت، هذا الصراط المقصود كان عليه رسول الله، كان عليه الأنبياء وكان عليه الصالحون من عباد الله وكان عليه الصديقون والشهداء فاسلكه فإنك إذا سلكته سلكت سبيلهم وهُديت إلى الله عز وجل.

د. الربيعة: إذن هو صراط واضح سلكه من قبلك يعني لا يحتاج أن تقول أخشى أن أضل وأخشى أن أنحرف عنه وأخشى أن لا تجده بل هو تجده في كتاب الله عز وجل. لندلف إلى ختام هذه السورة الآن هنا الله عز وجل أرشد المؤمنين إلى أن يطلبوه ويسألوه هداية الصراط المستقيم ولو أن الإنسان سلكه ووفقه أليس هناك ما يعيقه عن الصراط والشيطان من هنا والأهواء من هنا والدنيا من هنا؟ فكيف يسلم من هذه العقبات التي تقف أمامه؟.

د. الخضيري: الصراط مكون من فرعين علمٌ صحيح وعمل صالح وإذا تأملنا هذا جيداً عرفنا أن الإنسان إذا أخل بأحد هذين الركنين حصل له الإنحراف عن الصراط. فإذا كان عنده علم صحيح وليس عنده عمل صالح فقد ضلّ في هذا الطريق مثلما حصل لليهود قد كان عندهم علم صحيح يعرفون رسول الله صلى اللله عليه وسلم ويعرفون أنه نبي حق ومع ذلك كذبوا به ولم يؤمنوا به ماذا ينفعهم هذا العلم الصحيح إذا لم يوافقه عمل صالح؟! النصارى على العكس من ذلك كانوا يعملون أعمالاً صالحة في نظرهم ويتعبدون لله بل وصلوا إلى الرهبانية كما قال الله عز وجل في سورة الحديد (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير