تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2009, 01:05 م]ـ

تجدون الحلقات المرئية والمسموعة على موقع فرسان السنة على هذا الرابط جزاهم الله تعالى كل خير

http://www.forsanelhaq.com/forumdisplay.php?f=157

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2009, 08:54 ص]ـ

الحلقة السادسة

د. الخضيري: السلام عليم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في هذه الجلسة نعيش مع بقية سورة الضحى حيث أخذنا في الحلقة الماضية جزءاً من هذه السورة ونأخذ اليوم بقيتها ونقف مع بعض آياتها لنستهدي بها. وصلنا لقوله تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)). دعونا نحاسب أنفسنا مع أول آية (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) هذا ربنا سبحانه وتعالى قد آوى اليتيم واليتيم هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي فقد أبويه في صغره أما أبوه فقد فقده قبل أن يولد وأما أمه فبعد أو وُلِد عليه الصلاة والسلام. إذن ما دورنا نحن؟ دورنا أن نؤوي الأيتام وأن نكرمهم وهذا ما أمرنا به نبيينا صلى الله عليه وسلم وحثنا عليه فقال عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) وأشار بإصبعيه إذن علينا أن نعاهد أنفسنا على إيواء الأيتام وأن نرحمهم فإننا إذا رحمناهم رحمنا الله.

د. الربيعة: ولو تأملت القرآن لوجدته كثيراً ما يذكر اليتيم

د. الخضيري: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا (10) النساء)

د. الربيعة: (يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) البلد) فهذا يدلك على منزلة اليتيم عند ربه لأنه ليس له من يؤويه فالله تعالى هو الذي تولى هذه الرعاية، ما أشمل هذه الرعاية!

د. الخضيري: إذا كان الرب سبحانه وتعالى قد نسب هذا الإيواء إليه فنحن حري بنا أن نسارع إلى أن نحيي هذا الأمر في بيوتنا وفي مجتمعاتنا إذا كان لك جار يتيم أو قريب يتيم أو حتى أخ يتيم ترحمه تتحنن عليه تكرمه تقوم برعايته، تقضي حاجته، تعلمه دروسه، وهذا من أعظم الرعاية تهديه إلى المسجد وإلى الصلاة وإلى الله عز وجل

د. الربيعة: البعض يظن أن إيواء اليتيم وكفالة اليتيم في إطعامه فقط أو في كسوته والرعاية الأعظم والأهم هي التربية الإسلامية الصحيحة التي ترعاه في دينه تكفل له حماية هذا الدين. الحقيقة في هذه الآية (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) فإنها تعطينا نظرة للحياة بأننا هذا الضعيف مهما كان ضعفه فإنه ربما يكون في يوم من الأيام ذا شأن عظيم. وأنت تلمس هذا في واقع الحياة كم من يتيم ضعيف ربما كان يتيم الأبوين

د. الخضيري: فكان سبباً في علو شأنه ورفعة قدره. الإمام أحمد بن حنبل كان يتيماً وابن حجر كان يتيماً وابن جرير كان يتيماً وكثير من العلماء كانوا أيتاماً.

د. الربيعة: ومن علمائنا المتأخرين إبن باز والسعدي رحمهم الله. تقف عند سر من أسرار حياة اليتيم أنه وراءه مستقبلاً لو أعطيناه عناية وأحسنا إليه - بما أوصانا الله به وإلا فالله تعالى يرعاه – لكن هذه الرعاية البشرية هي من أسباب استقامته وصلاحه وهدايته للطريق ولذلك اقول إننا لو راعينا يتيماً رأينا فيه النبوغ ورأينا فيه الذكاء ورأينا فيه الصلاح فإنه يكون لهذا اليتيم شأن.

د. الخضيري: أذكر في هذا المقام قصة جميلة جداً في رعاية اليتيم: رجل وامرأة لا يولَد لهما عقيمان فذهبا إلى دار اليتيم وأخذا يتيماً ويتيمة وآواهما إلى بيتهما وبقيا يربيانهما ويحفظانهما ويقومان على رعايتهما رعاية تامة كأنهما أبناؤهما حتى زوجوهما، في الليلة التي زوجوهما فيها حملت تلك المرأة في أول حمل لها وكان الأطباء يقولون لا تحمل، في تلك الليلة بدأت مرحلة الحمل والولادة لأولاد حقيقيين وكأنها هدية من الله عز وجل أو كرامة من الله عز وجل لهما على ما فعلاه بالأيتام فكما تفعل بالأيتام يُفعل بك وكما تكرم الأيتام تُكرم في الدنيا والآخرة ويهيئ الله لذريتك وأولادك من يكرمهم. ولذلك يذكر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) ثم يقول (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) يعني قابل هذه النعمة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير