تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: أدموا عقبيه. وطرده قومه حتى هاجر عليه الصلاة والسلام، هذا شيء لا يوصف من العسر ولذلك أشد الناس بلاء الأنبياء. ثم حصل ذلك اليسر ففتح الله عليه وولاه على المدينة وجيّش الجيوش وما مات عليه الصلاة والسلام حتى أذعنت جزيرة العرب وبدأ عليه الصلاة والسلام يخاطب ملوك الشرق والغرب.

د. الربيعة: حقاً من صبر ظفر.

د. الخضيري: ولنعلم أن كل عسر ينزل بنا فإن معه اليسر فلنصبر ولنحتسب ولنترقب الفرج.

د. الربيعة: هل يمكن أن نضرب نماذج في واقع الحياة الاجتماعية التي يذوق فيها الإنسان عسرا؟

د. الخضيري: اضرب مثالاً وهو أن الإنسان إذا مر امتحان فلا يظن أن هذا نهاية المطاف وليترقب الفرج. وأذكر أحد مشايخنا كان يقول كان هناك طالب ضعيف في دراسته ووصل إلى الثالث ثانوي فرسب في السنة الأولى فأصابه شيء من اليأس ففكر في ترك الدراسة فرأى نملة تمشي بجواره وتريد أن تصعد الجدار صعدت صعدت ثم سقطت فرآها مرة ثانية فصعدت مرة أخرى ثم سقطت فصعدة مرة ثالثة ورابعة وخامسة والعاشرة والإحدى عشر، في الحادية عشر صعدت وانطلقت وأكملت طريقها. فقال والله والله والله لأكملن الدراسة حتى لو بقيت مثل ما بقيت هذه النملة وبقي في الثالث ثانوي 11 سنة يعيدها في كل مرة ثم نجح.

د. الربيعة: لو أخذنا آية أخرى في هذه السورة. في ختامها يقول الله عز وجل (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)) والله إن الإنسان وهو يقرأ هذه السورة ليقف مع هذه الآية. فإذا فرغت من ماذا؟ لم يذكر مفعولاً هنا يعني فإذا فرغت من أمور الدنيا فانصب في أمور الآخرة وإذا فرغت من أمور الآخرة فانصب في أمور الدنيا. لكن السورة هنا مختومة بأول السورة التي فيها امتنان من الله عز وجل بأنه عليك أن تنصب لربك عبادة وذكراً وشكراً لله عز وجل والإنسان ليس في كل حاله فارغاً بل هو في نصب حتى لو كان في إجازات الصيف وفي مثل فرص من فرض الحياة عليه أن يعلم أنه ينصب في أموره ويجدد حياته مع الله ويعلم أن هذه فرصة من الفرص التي يجدد فيها طاقته وحياته. الحقيقة أن الفراغ حينما يجعله الإنسان من نيته فيه وقصده أن يجدد فيه طاقته فإنه يجد فيه متعة لكن حينما يخرج هنا وهناك هكذا بلا هدف فإنه يرجع وهو يشعر بالملل والتعب. وهذا كثير من الناس يشكون منه يقولون نذهب ونستمتع ثم نرجع ونشعر بالملل أقول جربوا إذا خرجتم في متعة أو سفر فاجعلوه سبيلاً وسبباً يجدد لكم طاقتكم في عبادة الله عز وجل. (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)) لعلنا نختم هذه السورة العظيمة وبها ينشرح الصدر ولا يمل الإنسان من ذكرها نسال الله عز وجل أن يشرح صدورنا بالقرآن وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وإلى لقاء آخر بإذن الله عز وجل.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 10:37 م]ـ

الحلقة العاشرة

د. الخضيري: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في برنامجكم لنحيا بالقرآن هذا هو المجلس التاسع من مجالسنا مع سور قصار المفصل. وفي هذه السور نحن لا نرمي إلى بيان معاني الآيات ولا نثير في تفسيرها وإنما نذهب إلى مواطن العمل والهداية ونأخذ منها ما نظن أنه سهل ميسور عليكم حتى نعمل به في حياتنا. ولنضرب مثالاً في ذلك سورة العلق التي هي تحفيز على طلب العلم وعلى الهداية بالعلم وتعلم الخط والكتاب وأن الله سبحانه وتعالى امتن علينا بهما وجعلنا نتعلم من خلالهما. هذا المعنى المقصود في السورة ظاهر فيها حيث افتتحت الآيات الخمس الأولى بذلك (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ?1? خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ?2? اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ?3? الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ?4? عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ?5?) ثم قال الله بعد ذلك (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7)). فالمقصود أن الآيات الخمس الأولى هي من أول ما أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه وهي دلّتنا على هذا المعنى العظيم أنه لا حياة للأمة ولا رقي ولا تقدم ولا نجاة لها إلا بأن تكون أمة قارئة وأمة تكتب وتستفيد من القلم وأن القلم والعلم رفعة للناس من الجهل والانحطاط وأنه سبب لنجاة الناس من الخسران بإذن الله جل وعلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير