تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2009, 09:38 ص]ـ

الحلقة 14

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. هذا هو المجلس الثالث عشر من برنامجكم المبارك "لنحيا بالقرآن". هذا المجلس سنخصصه لسورة الزلزلة هذه السورة التي قال الله عز وجل فيها (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ?1? وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ?2? وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ?3? يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ?4? بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ?5? يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ?6? فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ?7? وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ?8?) إذن هذه السورة كما هو ظاهر من أسلوبها ومن إسمها ومن مضمونها تتحدث عن الزلزلة العظيمة والهزة القوية والرجفة الشديدة التي ستكون يوم القيامة. إنها تزلزل قلوب المؤمنين تزلزل قلوب الخائفين الخاشين فيخافون من ذلك اليوم ويستعدون للقاء الله عز وجل، وهي في الوقت ذاته تزلزل قلوب الكافرين الذين يكذبون بيوم الدين وتذكرهم بأنهم سيلقون يوماً عظيماً تتزلزل فيه القلوب. هذه السورة تبين لها شيئاً من أهوال يوم القيامة وشيئاً مما سيحدث فيها من الجزاء والحساب. دعونا نأخذ بعض الوقفات معها ونحول تلك الوقفات إلى محتويات عملية لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها ويجعلنا وإياكم من المتدبرين الذين امتثلوا قول الله عز وجل (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) ص)

د. الربيعة: كما ذكرت أن هذه السورة تزلزل القلوب من يقرأها بتدبر وخشوع ومعرفة يعرف الهول الذي سيصيب هذه الأرض وأهلها، زلزلة عظيمة. ومن يقرأها يعرف قيمة الأعمال التي يعملها يريد الله عز وجل من هذا التهويل وهذه الزلزلة أنك أيها الإنسان في هذه الحياة أمامك أهوال فاستعد لها بالأعمال ولذلك ختم الله تعالى السورة بقوله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ?7? وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ?8?) كأنه يقول أيها الإنسان إذا أردت أن تقي نفسك من هذه الزلزلة وأهوالها فاعمل فإنك لك الذرة من الخير وإن عليك الذرة من الشر. وتأمل قول الله عز وجل في افتتاح السورة (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) أي أن للأرض زلزلة عظيمة ونحن نشاهد بين وقت وآخر في بلدنا هذا وفي كل بلد ربنا عز وجل يعظنا وينبهنا ويحذرنا من تلك الزلزلة بزلازل تحدث هنا وهناك وانظر موقف الناس من تلك الزلازل.

د. الخضيري: يصيبهم من العرب والهول الشيء العظيم ويتفرقون ويقتل أناس كثير وتتهدم أبنية على رؤوس الناس

د. الربيعة: وهي مجرد هزة

د. الخضيري: وفي بقعة يسيرة قد لا تتجاوز مائة كيلو في مائة كيلو.

د. الربيعة: فكيف إذا تحرك هذا الجُرم العظيم تحركاً هائلاً واهتز وأخرج من فيه وأخرج ما فيه. لذلك قال الله عز وجل (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ?1? وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ?2?)

د. الخضيري: أثقالها يعني من في بطنها من الموتى والكنوز.

د. الربيعة: حدثنا يا دكتور محمد عن هذا المعنى العظيم، عن هذه الهزة وعن الأمر العظيم الذي تحدثه هذه الهزة.

د. الخضيري: لا شك أن هذا الهول يزلزل القلوب وأن ما يحدث في يوم القيامة شيء فوق الوصف ولذلك ذكر الله عز وجل في بداية سورة الحج وصفاً يقرّب لنا الحقيقة وإذا الحقيقة أعظم مما تخيله عقولنا قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)) يوم ترون هذه الساعة المرأة التي ألقمت رضيعها ثديها فهي أقرب ما تكون إليه وأحنّ ما تكون عليه وأرحم ما تكون له تذهل ومن شدة الهول تطلق هذا الرضيع فيسقط من بين يديها. هل رأيت امرأة أصابها رعب فتركت رضيعها؟ نحن فيما نرى مما يحيط بنا في الدنيا أن المرأة أول ما يصيبها الرعب تضم جنينها إليها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير