تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الربيعة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله وأصلي وأسلم على نبينا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين. ما زلنا وإياكم في عرض الحلقات المباركة مع برنامج نريد أن نعيش وإياكم فيه مع القرآن "لنحيا بالقرآن" وفي هذه الحلقة نعيش جميعاً وإياكم فيها بإذن الله مع سورة كريمة من سور القرآن من قصار المفصل وهي سورة العاديات. (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ?1? فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ?2? فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ?3? فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ?4? فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ?5? إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ?6? وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ?7? وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ?8? أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ?9? وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ?10? إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ?11?) لعلنا نقف منها أولاً وقفة متدبرة نستخرج منها أبرز ما فيها والمقصد الذي ربما أن يكون تجمعه. حينما نتأمل إمسها العاديات ونتأمل افتتاح الله عز وجل بالقسم بالعاديات بصفاتها الخمس ثم جواب القسم في بيان حال الإنسان إذا تجرد عن حقيقته حقيقة الدين نعلم أن هذه السورة تبين لنا حقيقة الإنسان وهدفه في الحياة. ما هو هدفه في الحياة؟ ما هو الأمر الذي يكون عليه الذي خلقه الله من أجله؟ وما هو الأمر الذي يكون عليه إذا تجرد عن دين الله عز وجل؟. تأمل كيف افتتح الله سبحانه وتعالى هذه السورة بالقسم بالعاديات. والعاديات على القولين أنها الخيل أو الجِمال، لكن الأصح أنها الخيل وهي الأكثر عند المفسرين. وهي ليست كل خيل وإنما هي الخيل التي تعدو في الجهاد في سبيل الله عز وجل، أي الخيل التي تحمل غايتها أو حقيقة هدفها في الحياة، ما هو أعظم غاية لهذه الخيل؟ هو الجهاد (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ (60) الأنفال) من الخيل من أعظم أغراضها أهدافها أن تكون مركوباً للجهاد في سبيل الله. لعلنا نتأمل أوصاف هذه الخيل والصفات الخمس وماذا تعني؟ أولاً (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) ما معنى العاديات ضبحاً؟

د. الخضيري: العاديات من العدو وهي السرعة والضبح صوت أنفاس الخيل عند الجري

د. الربيعة: لعلنا نلمس من هذا المعنى وهو انطلاقها بقوة إلى هدفها وهذا يجعلنا نأخذ معنى يحققه الإنسان في هدفه في الحياة وهو العبودية أن ينطلق إلى هدفه بقوة ويكون انطلاقه صادقاً، انطلاقاً صادقاً وانطلاقاً قوياً.

د. الخضيري: بمعنى أنه لا يكون ممن يجر رجله في أهداف الحياة جراً بل يكون مقبلاً عليها. ولذلك ذكر الله عز وجل حال المؤمنين بأنهم إذا أتوا إلى عمل الآخرة يسعون لها سعياً قال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (9) الجمعة) ليس اسعوا يعني اركضوا وإنم أقبلوا، (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا (19) الإسراء) وسابقوا وسارعوا وفي المقابل ذكر المنافقين (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى (142) النساء) يجر الواحد منهم رجليه جراً إلى الصلاة.

د. الربيعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ (38) التوبة) هذا في حال المنافقين. إذن هذه الصفة تعطينا وصفاً ينبغي أن نتحلى به نحن عباد الله وهو السعي والمسابقة إلى عبادة الله عز وجل إذا كانت هذه الخيل قد انتصرت فنحن أولى بها. ثم يقول الله تعالى بعد ذلك (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) ما المعنى الذي نفهمه من هذه الآية؟

د. الخضيري: الإيراء هو ما يحصل من ضرب حوافر الخيل للصخر والحصى فينقدح مثل النار ولذلك قال (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) إذا ضربت حوافرها بالصخر خرج من الصخر أو من حوافرها مثل الشرر بسبب ضربها أو عدوها على تلك الحصى.

د. الربيعة: لعلنا إذا كان هذا المعنى نلمس فيه معنى ظاهرة في قوة هذا الخيل، إذا كانت هذه الخيل تضرب بالأرض ضرباً حتى تقدح الحجارة بالنار

د. الخضيري: الآية الأولى أخذنا منها الانطلاق والسرعة

د. الربيعة: والثانية القوة. كيف يكون المسلم قوياً؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير