ما تُكنى به وهذا لا يليق بنا نحن المؤمنين، يجب أن نكون مجتمعاً رفيعاً حضارياً مجتمع راقي "رحماء بينهم" عندما تنادي صاحبك وتقول له يا أخي، يا حبيبي، تقول لوالدتك أو تقول لوالدك أو ولدك يا قرة عيني كم تشيع بيننا المحبة عندما نستعمل هذه الأساليب؟
د. الربيعة: إنما تصدر من القلوب التي تشعّ بالإيمان فالإيمان يبعث على هذه الكلمات الطيبة. نحن ما زلنا في الاية الأولى.
د. الخضيري: نقف قليلاً عند (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ) هذا الذي جعله يكون همازاً لمازاً أنه اعتدّ بماله، جمع المال وأخذ يعده ويقول عندي رصيد، عندي سيارات، عندي خدم، عندي حشم فيسب هذا ويتكبر على هذا وليس عنده مانع أن يفعل ذلك ويظن أن المال سيخلده. سيأتي يوم تكون فيه تراباً وهذا المال الذي جمعته واعتتدت به سيذهب كما ذهبت أنت.
د. الربيعة: ولكن انظر كيف عاقبته، هذا الذي تجبر واعتلا بكبريائه وغطرسته وقوله السيء ما عاقبته عند الله؟
د. الخضري: (كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) ليطرحنّ طرحاً في الحطمة.
د. الربيعة: معنى عظيم. موقف فيه إهانة وفيه إذلال وفيه طرح بلا أي قيمة.
د. الخضيري: وأيضاً يقول الحطمة يعني كما حطّم الناس بلسانه وقوله وعابهم وكسر خواطرهم سيحطم هو في نار جهنم. ما قال كلا لينبذن في النار، لا، في الحطمة، والتحطيم يدل على التكسير والإهانة والإذلال وهذا معنى مناسب لذلك الشخص الذي كان يسخر ويعيب ويطعن في أعراض الناس.
د. الربيعة: ولهذا قال تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ) ليستحضر الإنسان هذه الاية.
د. الخضيري: (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7))
د. الربيعة: تلك الأفئدة التي امتلأت بالكبر والشر والأذى الذي ينفذ به اللسان.
د. الخضيري: هذه النار ستدخل في أجوافهم وتطلع على أفئدتهم. لما كان مصدر الهمز واللمز شيء من القلب من احتقار الناس وازدرائهم جعل الله عز وجل العذاب يصل إلى المكان مصدر ذلك الاحتقار والازدراء، تطلع على الأفئدة وتعرف ما فيها وتذيب ما فيها من الكبر. ولذلك أقول نقِّ قلبك من الكبر، نقِّ قلبك من الضغينة، إحرص على أن تكون صادقاً مع نفسك وتظهر قلبك من كل شر وبلاء ودخن.
د. الربيعة: يختم الله هذه السورة بقوله (إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9)) مغلقة مؤصدة وهم أيضاً في عمد ممددة مقيدون مسلسلون بتلك العُمد يعذبون بها في نار جهنم والعياذ بالله. هذه السورة تعطينا عظم تولي كِبر الصدّ عن سبيل الله بالأذى باللسان بالاستهزاء بالمؤمنين ويا ويل لمن اتخذ هذا وظيفة له في هيه الحياة! في أي مجال من مجالات الحياة، في الصحف، في القنوات، في مواقع الانترنت، يا ويله! ونعوذ بالله أن نكون من أهل هذا الوصف. فعلينا إخوة الإسلام أن نحذر من هذه الأوصاف ونسال الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم وأن يجعلنا ممن ينصر هذا الدين بقوله ولسانه ولنا لقاء بإذن الله تعالى في جلسة أخرى وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Sep 2009, 10:44 ص]ـ
الحلقة 18
(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ?1? حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ?2? كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ?3? ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ?4? كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ?5? لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ?6? ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ?7? ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ?8?)
د. الربيعة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. نسأل الله عز وجل أن يحيي قلوبنا بالقرآن. نحن مع مجالس هذا البرنامج المبارك مع المجلس السابع عشر مع سورة التكاثر. لعلنا نقف وقفة مقدة مع هذه السورة ثم ندلف إلى ما فيها من درر وآيات بينات. بالتأمل في هذه السورة والتدبر فيها نجد أن هذه السورة تتوجه أول من تتوجه إليه إلى أولئك الذين شغلتهم دنياهم عن آخرتهم، إلى أولئك الذين همهم في هذه الحياة الدنيا الجمع والتكاثر متناسين ذلك اليوم الذي سيلقونه وتلك النار العظيمة التي سيصلاها العصاة والكافرين. ولذلك القارئ خينما يقرأ هذه الآية ينبغي أن يلحظ هذا المعنى وهو أن هذه السورة هي موعظة له حينما
¥